أخاف من الجن ولا أحتمل الظلام.. فكيف يمكنني معالجة هذا الخوف؟

0 302

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ التاسعة عشر من عمري، ومشكلتي هي الخوف الشديد من الجن حتى أنني لا أحتمل الظلام أبدا، ولا أنام بمفردي، وأنام والنور مفتوح، كما أنني أخاف كثيرا من بيت الراحة، ومن المرايا في الليل وأي شيئا له علاقة بالجن.

أعلم أن ليس بقدرتهم أن يضروا الإنسان بشيء إلا بإذن الله، وأن ليس لهم من سلطان علينا إلا بمشيئته عز وجل، ولكنني دائمة التفكير بهم وأحس أنهم سيضرونني، ومن أسباب هذا الخوف فعندما كنت في العاشرة عمري دخلت مع أصدقائي بيتا مسكونا, ورأيت في الثالثة عشر من عمري رقية لبنت بها مس عاشق وخفت من صراخها، وكذلك من تتالي المواضيع التي أسمعها عن الجن، ثم أنسى ذلك لفترة ثم يعود الموضوع إلى ذهني من فترة إلى أخرى ويعود الخوف.

أصبحت الآن شديدة الخوف من أن يكون بي مس أو يصيبني، فأخذتني أمي إلى راق، وبدأ يسألني هل أشعر بألم؟ فأجبت أنني أعاني دائما من وجع في بطني ثم سألني عن تساقط الشعر والكوابيس والصداع، وأجبت بنعم.

أثناء الرقية بكيت بكاء شديدا، وشعرت بارتخاء أعضائي وثقلها، وعند تلاوته وضع إصبعه على بطني فأحسست بتقطيع وصرخت من شدة الوجع، وكلما لمس ذلك المكان مرة أخرى أحسست بالألم الشديد، وفي النهاية قال الراقي: أن بي عينا في الجمال وحسدا وسحرا مأكولا من الجان لتعطيل الزواج، وأرانا إصبعه كيف انتفخ وقال: إنه من تأثير السحر، وإنه يجب علي الاستمرار على الرقية الشرعية للشفاء، ولكني لم أعد له بعد ذلك.

فهل يمكن أن يكون لي قرين يسبب لي الخوف؟ وكيف أعرف أنني مسحورة أم لا؟ وكيف يمكنني معالجة هذا الخوف الشديد من الجن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:

فإن الجن لا سلطان لهم على المؤمنين، ولا يستطيعون أن يضروه، قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلىٰ ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون).

نهى الله المؤمنين عن الخوف من الشيطان فقال تعالى: (إنما ذٰلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) ودونك بعض الموجهات للوقاية من الشيطان.

ـ أكثروا من تلاوة القرآن الكريم في البيت، فإن الشياطين تنفر من البيت التي يتلى فيه القرآن وخاصة سورة البقرة، يقول رسول
الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.

ـ أمرنا الله بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فقال سبحانه: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ۖ إنه هو السميع العليم) فإذا استعاذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم انخنس عنه وولى الأدبار.

ـ حافظي على قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، مع أذكار المساء فإنها تكفيك من كل شيء، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه).

ـ حافظي على ذكر الخروج من المنزل فإن من ثماره الحفظ من الشيطان الرجيم كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إذا خرج من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله فيقال له: حسبك قد كفيت وهديت ووقيت فيلقى الشيطان شيطانا آخر فيقول له: كيف لك برجل قد كفي وهدي ووقي).

ـ حافظي على وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي قوله: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك).

ـ مما يطرد الشيطان دعاء دخول المسجد وهو: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم).

ـ مما يقي الإنسان الشيطان الرجيم قراءة آية الكرسي قبل النوم، ففي حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري قال: وكلني رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ هذه الآية: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }، حتى ختم الآية فإنه لن يزال عليك حافظ من الله تعالى، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما فعل أسيرك الليلة؟ قلت: يا رسول الله علمني شيئا زعم أن الله تعالى ينفعني به، قال: وما هو؟ قال: أمرني أن أقرأ آية الكرسي إذا أويت إلى فراشي ، زعم أنه لا يقربني حتى أصبح ، ولا يزال علي من الله تعالى حافظ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، ذاك الشيطان.

ـ لا تنسي ذكر دعاء دخول الحمام فإنه مما يطرد الشيطان الرجيم.

ـ لا تضعفي أمام الشيطان، بل كوني قوية ومتوكلة على الله، ولا تعط نفسك رسائل سلبية فيتبرمج عقلك على تلك الرسائل، ويجب أن تخرجي كل الرسائل السلبية من ذهنك.

ـ انظري لمن حولك كيف يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، فمارسي حياتك مثلهم، فالخوف يتوقع من صغار السن لكن من الكبار غير مقبول، ويجب أن يربى الأطفال على الشجاعة وألا يعطوا الرسائل الخاطئة.

ـ قد يكون عندك سحر، وما تعانينه من أعراض مؤشر على ذلك، وخاصة الكوابيس والصداع الدائم وألم البطن، إن كنتم قد كشفتم عند الطبيب ولم يتبين له أي سبب لتلك الآلام.

ـ هذا الشخص الذي ذهبتم إليه غير موثوق بدليل أنه يقول: إن إصبعه تورم من آثار السحر فالسحر لا يكتشف بتلك الطريقة ولا يصاب من لمس ممسوسا بإصبعه أثناء الرقية بتورم تلك الإصبع.

ابحثوا عن راق موثوق وأمين غير ذلك الشخص فإن قال إن بك سحرا، فينبغي أن تواصلي الرقية عنده برفقة أحد محارمك حتى يتم الشفاء بإذن الله.

من الممكن جدا إن كنت حقا ممسوسة أن يكون ما عندك من الخوف إنما هو من جراء وساوسه وخواطره وتخويفه لك.

أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات