أحببت فتاة لكن أبوها يرفض موضوع زواجي منها.

0 237

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب، عمري 31 سنة، أطلب منكم النصح والإرشاد، وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الكريم.

حكايتي بدأت منذ خمس سنوات، عندما تقدمت لطلب يد فتاة، ورفض أهلها بدون ذكر أي سبب، مع العلم أننا جيران في الحي، ولم تعد بين عائلتينا أي علاقة منذ ذلك اليوم.

ولا أخفي عليكم أننا أحببنا بعضنا لدرجة كبيرة، ولا نستطيع أن نفارق بعضنا بالرغم من أننا مررنا بظروف عصيبة جدا لا يمكنني سردها بالتفصيل لطول الحديث فيها، ولكني لم أبق أي وسيلة أو طريقة من جهتي أو من جهة الفتاة إلا وقد قمنا بها، ولكن للأسف من دون جدوى ولا فائدة، حتى وصلنا لدرجة كبيرة جدا جدا جدا من الإحباط والفشل، وأن ما نبتغيه هو مجرد حلم ومستحيل أيضا، ووالد الفتاة عنيد ومتزمت في رأيه، والرفض من قبله فقط، وقد وصلنا لمرحلة أنه هدد الفتاة بطلاق أمها إذا ما تم هذا الزواج، وأقسم لكم للآن ومنذ بداية القصة وأنا بداخلي فضول شديد لمعرفة سبب الرفض، ولكن بدون جدوى، ومن كلام الأب للفتاة عني بعد كل محاولة يصفني بأنني شاب ممتاز، وأي فتاة تتمناني، ولكن ليس ابنته، والفتاة تنصدم من كلامه ورفضه ورأيه العنيد، وتناقشه عن السبب، إذا كان الشاب يعجبه ويراه مناسبا جدا لأي فتاة إلا ابنته، فوالله لا أعلم ماذا أفعل؟

وأنا في حيرة بالغة من أمري، وأنا متعلق بهذه الفتاة بشدة، ولا أستطيع العيش بدونها أبدا، لقد تربينا مع بعضنا منذ الصغر، وأحببنا بعضنا لعشر سنوات، وكنا ندعوا الله في كل يوم وليلة أن يتم علينا ويسترنا بحلاله في بيت واحد، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

وأنا أضع بين يديكم قصتي ومعاناتي في هذه القصة، أحيانا كثيرة أقنع نفسي بأنه النصيب، وهذا قضاء الله، ولكن يخالجني شعور بأننا ظلمنا، ويجب أن نستمر في الدعاء والإلحاح لتفك الكربة، ولغاية الآن لم أتزوج، والفتاة أيضا كذلك.

مع العلم أن الفتاة حلمت منذ أسبوعين بأنها ترتدي حذاء جديدا ويعجبها شكله ومظهره جدا، ولكن عند ارتدائه اكتشفت أنه من البلاستك وليست كما ظنت، ولا أعلم كثيرا في تفسير الأحلام، ولكن قد يكون نصيب الفتاة قد اقترب ولكن ليس كما خططنا ولا حلمنا، فهل هذا ابتلاء من الله أم عقوبة؟ أرجوكم أفيدوني.

ولا أخفي عليكم أنني شاب غير ملتزم في الدين، فتارة ألتزم وأصلي، وتارة أخرى ينتابني الضعف والفشل والكآبة، ولا ألتزم لفترة، وأدعو الله دائما أن يردني إليه ردا جميلا، فوالله لقد مررت بظروف لا يعلم بها إلا الله.

وقد تقدمت لطلب أكثر من فتاة نزولا عند رغبة أهلي وإصرارهم وإلحاحهم، ولكني لم أوفق، فإما أن الفتاة لا تعجبني أو لا أعجبها، وأنا على هذا الحال حتى الآن، مع أنني حلمت كثيرا ببناء أسرة وعائلة وبيت، ولكن وصلت لمرحلة من اليأس، وأن أسلم نصيبي لأي شيء حتى لو لم تعجبني الفتاة، واحتسبت أمري عند الله، والفتاة التي أردتها أيضا قررت ذلك.

فماذا أفعل؟ وبماذا تنصحوني؟ فأنا أشعر بأني تائه بلا هدف ولا أمل في الحياة، وكل شيء خططت له ضاع وتبعثر في الهواء، وسنين عمري ضاعت بلا فائدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يصلح شأنك، وأما الجواب على ما ذكرت:

فاعلم -أخي الكريم- أن المؤمن يرضى بقضاء الله وقدره، وبما أن تلك الفتاة التي تقدمت لها قد رفض أبوها زواجها منك فالواجب عليك شرعا أن تصرف النظر عنها، وتقطع العلاقة بها، وعليك أن تقنع نفسك أنها ليست من نصيبك، ولعل في ذلك خيرا لك، فإن أباها لو وافق مع الإحراج له -وكما قلت أن طبعه عنيد- فلعله يحصل منه مشاكل معك بعد زواجك من ابنته.

ولكن مع هذا لابأس أن تحاول محاولة أخيرة عن طريق بعض الوسطاء يذهبون إلى والد الفتاة، فإن تم الأمر فالحمد لله، وإلا فابحث عن غيرها، ولعل الرؤية التي رأتها الفتاة تدل على أنها قد تتزوج بغيرك.

واعلم أن الذي في نفسك هو مجرد ميل قلبي للزواج، والحب الحقيقي والمشروع لا يكون إلا بعد الزواج.

أما مسألة أنك لم توفق في الخطبة: فلعل هذا ابتلاء، ويمكن أن أدلك على أمور لو قمت بها لتيسر زواجك:

فعليك الاستعانة بالله تعالى، والتضرع إليه بالدعاء، والمداومة على العمل الصالح من صلاة وصيام وصدقة ونحوها، ومما يعين أيضا كثرة الذكر والاستغفار، وأكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات