السؤال
السلام عليكم.
أخطأت خطئا كنت أجهل أنه محرم، كنت أقطن مع صديقة لي في العمل، وكانت شديدة الغيرة مني، واعترفت لي بذلك؛ لأنني كنت أتعامل بطيبة مع زملاء العمل، وفي يوم من الأيام ومن خلال مكالمة هاتفية مع أهلها اكتشفت أنها تذهب عند ساحر بغرض الزواج، إلا أنني كنت أبتعد عنها قدر المستطاع، وخلال تلك المدة مرضت وشاء الله أن أنتقل من تلك المدينة، وابتعدت عنها.
المشكلة أنني عانيت بعدها بفقدان الشهية، وفقدت وزني، وضعف جسمي، وفي ليلة من الليالي رأيت رؤيا أن سحرا على شكل عقدتين عمل لي، لم أعرف كيف أتصرف، عملت رقية شرعية لمدة من الزمن، بعدها استعدت صحتي، إلا أنني لا زلت أعاني في نفسيتي، لم أعد إلى حالتي الأولى.
استشرت أشخاصا وأخبروني أنه يتوجب علي أن أفك السحر، فأرشدوني إلى شخص أكثر دراية بالرقية -وأظنه فك السحر بسحر-، وأعطاني تميمة من فضة بها رموز، وقال: أن أحتفظ بها، وفعلت، أقسم بالله أنني لم أكن على علم بأنها محرمة؛ لأنه لم يسبق لي أن قرأت في هذا الموضوع، وعند علمي بذلك وعن طريق الصدفة أن التميمة حرام، أزلتها مباشرة ووضعتها في مكان ما، ولكن لا أعلم كيف أتخلص منها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:
الرؤى لا ينبني عليها أي حكم شرعي، وإنما يستأنس بها، فلربما أراد الشيطان أن يزرع العداوة فيما بينك وبين تلك الأخت إيحاء منه أنها هي من صنع لك السحر.
الأصل أنك لست مسحورة إلا إن حصل تيقن من ذلك عن طريق راق ثقة وأمين؛ فحينئذ يعالج بالطرق المشروعة.
لقد أحسنت في رقية نفسك بنفسك فذلك هو الأصل؛ لأن الرقية ليس لها أشخاص محددون، والمطلوب فقط قوة اعتقاد الراقي وتصديقه بأن الرقية نافعة، ويتبع الطريقة التي كان يفعلها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
من ذهبت إليه ليس راقيا بل قد يكون ساحرا، وكما ذكرت أنه يفك السحر بسحر آخر، ينبغي أن تستغفري الله تعالى، وأن تتوبي توبة نصوحا من ذهابك إلى ذلك الساحر، وتندمي أشد الندم، وتعزمي ألا تذهبي إليه ولا إلى أمثاله مرة أخرى، ينبغي أن تكوني متثبتة في أمورك كلها، ولا أن تكوني ساذجة تصدقي كل خبر يأتي إليك، واسألي أصحاب الخبرة الموثوق بهم قبل أن تقدمي على أي عمل.
وثقي صلتك بالله تعالى، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال المحافظة على ما افترض الله عليك، والإكثار من نوافل الصلاة والصوم وغير ذلك، واستمري في رقية نفسك صباحا ومساء وخاصة بسورة الفاتحة والمعوذات، والإخلاص، وآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة وغير ذلك مما يتيسر من القرآن الكريم فالقرآن كله شفاء.
اجعلي لنفسك وردا يوميا من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ومن فوائد المحافظة على أذكار اليوم والليلة أنها حصنا لك من العين والسحر والحسد.
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، واستغلي أوقات الإجابة وسلي الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين، وكوني على يقين من استجابة الله لك قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ۚ) وقال: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ۖ أجيب دعوة الداع إذا دعان ۖ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
أكثري من دعاء ذي النون؛ فإنه ما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
لا تشغلي فكرك بالموضوع وتناسيه، ولا تعط لنفسك أي رسالة سلبية، فإن لها تأثيرا سيئا على النفس والصحة؛ لأن العقل يتبرمج على تلك الرسائل، فإن قلت إنك مريضة، أو مسحورة، أو غير ذلك من الرسائل، فإن العقل يستقبلها ويبدأ يتعامل معها فتظهر النتائج في الجسم من فقدان الشهية والنحول وشرود النوم وقديما قيل: (لا تمارضوا فتمرضوا).
تعليق التمائم المكتوب عليها طلاسم ورسومات من الأمور المحرمة كما قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (إن الرقى (غير الشرعية) والتمائم والتولة (المحببة) شرك).
خذي ورقة هذه التميمة وضعيها في ماء حار حتى يذوب وتزول الكتابة، ثم خذي ذلك الماء واحفري له حفرة في الأرض وسم الله واسكبيه في تلك الحفرة، وتقرئين على هذه الورقة آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقر والمعوذتان والإخلاص ثلاثا، ومع القراءة تمزقينها ولا يضرك بإذن الله تعالى.
نسعد كثيرا بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين، وأن يوفقك لكل خير، ويدفع عنك كل شر وضير، والله الموفق.