السؤال
أنا طالب عمري 19 سنة، أعاني من مشكلة في الأكل، حيث أني أحس بالشبع من القليل من الأكل، ومن الممكن أن يمضي نصف يوم دون أن أشعر بالجوع، ومعظم أصحابي عندما يرونني يقولون أني ضعفت، مع العلم أن وزني 68 كجم وطولي 177سم، فما تشخيص ذلك؟ وهل للعادة السرية علاقة بالأمر؟ حيث إنني كنت أمارسها.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وزنك مثالي ومعدل كتلة جسمك 21.7 ويمكن معرفة معدل كتلة الجسم من خلال قسمة الوزن بالكجم على مربع الطول بالمتر، ومعدل كتلة الجسم الطبيعي من 19 إلى 25 وما قل عن ذلك يعتبر أقرب إلى النحافة، وما زاد عن ذلك يكون أقرب إلى الوزن الزائد.
والتدخين إذا كنت مدخنا أحد الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الشهية، وعليك الإقلاع عنه إذا كنت مدخنا؛ لأنه يدمر الصحة بكاملها دون تفصيل، وعموما لا تحتاج إلى كميات طعام زائدة، بل تحتاج إلى اختيار النوعيات من الطعام التي تبي العضلات، وتجدد الخلايا مثل البروتين الحيواني والنباتي وتحتاج إلى تناول الفواكه والخضروات المطبوخة وإلى السلطات الخضراء للحصول على الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية، وإلى تناول كميات معقولة من النشويات وبعض الدهون مثل: المخبوزات والأرز والزبدة المضافة إلى البيض للحصول على الطاقة.
ومن بين الأمور التي تساعد على التخلص من العادة السرية السيئة هي الاعتراف بأنها ممارسة خاطئة، والندم الشديد على فعلها والرغبة الشديدة في التخلص منها ثم شغل الوقت بالقراءة والصلاة والدعاء والذكر وعدم الانفراد بنفسك كثيرا الجلوس، وترك مواقع النت والأفلام التي تثير الشهوة والالتفات إلى الدراسة والثقافة العامة وقراءة وحفظ ورد يومي حفظ القرآن.
وإذا أردت أن ترى معاناة الناس، وتخرج من عالم العادة السرية فيمكنك عمل زيارة لإحدى المستشفيات، وليكن مستشفى سرطان الأطفال أو المستشفيات التي ترعى كبار السن وذوي الإعاقة وترى معاناتهم ومعاناة أسرهم وترى القائمين على هذا العمل النبيل وما يقدمونه للأطفال والمرضى للتخفيف من آلامهم وتقارن ذلك بما تقوم به لترى الفارق الكبير بينك وبينهم، ثم تعود بتغير في الرأي والإقدام على فعل ما ينفعك في الدنيا والآخرة، وهناك الكثير من الفيديوهات لخبراء التنمية البشرية مثل الأستاذ إبراهيم الفقي والشيخ طارق السويدان وغيرهم فقد تنتفع بعلمهم -إن شاء الله-.
والإحساس بالغبن يوم القيامة هو بسبب الندم على ما فات من الوقت، وما أهدر من الصحة كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)، إذن نشغل وقتنا بالقراءة دين ودنيا حتى نستثمر الوقت فيما يفيد لبناء الشخصية والمعرفة التي تزيد الثقة بالنفس والبعد عن الوحدة والانفراد بالنفس.
وفقك الله لما فيه الخير.