خائفة على مستقبلي في الزواج من شائعات مغرضة أطلقها شخص أعجبت به.

0 158

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة محتشمة وملتزمة ومجتهدة في الدراسة، كنت مثالا في العفة والحياء، وموضع حسد من البنات، فكل من حولي معجب بي، لكني أغض البصر خوفا من الله.

بسبب بعض الظروف التي مررت بها بت أشعر بالوحدة، وصرت أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح، وقد خطبني عدة أشخاص، لكنهم لم يعودوا بعد الرؤية الشرعية، فازدادت حالتي سوءا.

تعلق قلبي بشخص، ودعوت الله أن يكون من نصيبي، وتصدقت بنية تحقيق تلك الأمنية، وبينما كنت أتصدق لمحت ذلك الشخص، فقمت بإعطائه منها، لكنه احتقرني، ونظر إلي بازدراء، وأخبر أصدقاءه أني تعمدت الحديث معه، ثم أصبح يشيع عني أني ألاحقه، وانتهج صديقه نهجه، وأشاعوا عني أني غير شريفة ولا عفيفة، فصرت أتوتر كلما رأيته، وأظلمت الدنيا في عيني، وكرهت نفسي.

خائفة أن تؤثر هذه الشائعات على مستقبلي في الزواج، والله يعلم أن ما حدث لم يكن مقصودا، ويعلم أني أحافظ على نفسي، فكيف أتصرف وأنا أرى الخيبة في أعين من كانوا يدعون لي بالخير، وأمام زملائي؟

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأما النصيحة التي يمكن أن أقدمها لك:

عليك بداية أن تراقبي الله تعالى في السر والعلن، وتحرصي على طاعته، وإذا فعلت ذلك فرج الله همك، ويسر أمرك، قال تعالى: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا" [الطلاق : 2].

وعليك أيضا أن تسلكي السبل الشرعية في الوصول إلى الزواج بما يرضى الله تعالى، فبالاستعانة بالله تعالى، والتضرع إليه بالدعاء، والمداومة على العمل الصالح من صلاة وصيام وصدقة ونحوها، وكثرة الذكر والاستغفار، والإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، تصلين إلى مبتغاك.

ومما يجب أن تعلمي -أختي الكريمة- أن الزواج لا يأتي عن طريق الاستعجال؛ لأن هذا أمر يعد مشروع العمر، والاستعجال فيه قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة، ومن أساليب الاستعجال مسألة التعرف على الشباب أو الإعجاب بهم، فهذا طريق فيه منزلقات خطيرة، تؤدي إلى الوقوع في الفتنة، من الحب الكاذب والغزل والكلام المعسول، ثم اللقاءات التي تفتقد إلى البراءة، ثم يقع الفأس في الرأس، وبعد ذلك تكتشف الفتاة أنها في الطريق الخطأ، ولكن بعد ماذا؟

ولذلك عليك ألا تنظري بأي إعجاب لأي فتاة تسلك هذا المسلك؛ لأنها ستبكي دما لا دمعا أمام ذلك الرجل التافة الذي أوقعها في غرامة، ثم لما قضى وطره منها تركها وذهب؛ ليبحث عن غيرها، ولذلك لا تعجبي من حال أولئك الشباب الذين سخروا منك، فهذه هي بضاعتهم الأخلاقية، ولو كان لديهم دين وخلق حسن ما كان ليفعلوا ذلك، فلا داعي للحزن على أمثال هؤلاء، بل افرحي أن الله كشفهم لك، حتى تعرفي أخلاقهم العفنة.

وأخيرا أوصيك بوصيتين:
الأولى: اعلمي أن عفة المرأة المسلمة وحياءها أمر عظيم يجب عليها الحفاظ عليه، ولا تفرط فيه مهما كانت الظروف.

الثانية: عليك أن تكوني متفائلة ولا تتشاءمي من الحياة حولك، وأحسني الظن بالله، وابدئي مشوار حياتك بما يرضي الله، وأبشري بخير -بإذن الله تعالى-.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات