ترك الدعوة إلى الله بسبب اقتراف الكبائر

0 443

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

أرجو نصيحتي! إلى حد الآن أحاول أن أترك الكبائر، وأحاول أن أتوب توبة صادقة! وخاصة أني أساعد إخوتي في المسجد في النشاطات، وكلما ارتكبت كبيرة، أحاول أن أترك المسجد أو العمل في المسجد، ولكن لا أستطيع! وبنفس الوقت أحاول أن أترك المعاصي، ولكن بدون فائدة! وأشعر أني منافق، وشخص نجس!

حتى أني عندما أتكلم مع شباب المسجد الملتزمين (المشايخ) المشكلة أنهم ينادوني شيخ! سؤالي: هل من الحق أن يعرفوا حقيقة أمري، ويجب على أن أبتعد عن نشاطات المسجد؛ خوفا من أن يتضرر المسجد مني؟ وإن كنت ضمن جماعة، فهل يجب علي أن أعترف لتلك الجماعة عن أحوالي؟

وجزاكم الله خيرا! ولا تنسونا من الدعاء؛ لعل الله يغفر لي، ولا أكون ممن يأتون يوم القيامة أعمالهم كجبال تهامة، ولكن يجعلها الله هباء منثورا!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة، وأن يقسم لك من خشيته ما يحول به بينك وبين معاصيه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أنك في حاجة إلى مزيد من مجاهدة النفس وقصرها بالقوة على طاعة الله، وكفها عن معصيته، وأن القدر الذي تبذله من المجاهدة غير كاف في ردعها؛ والدليل على ذلك وقوعك المتكرر في المعاصي، رغم حرصك على عدم حدوث ذلك، ولقد أراد الشيطان أن يزيدك ضلالا وبعدا عن الله، فزين لك أن مثلك لا يصلح للدعوة والمشاركة في خدمة الإسلام؛ حتى يحرمك من رضوان الله، ويفرغك تماما له ولكيده، وبذلك يكون قد حقق عدة أهداف في وقت واحد، وبالطبع نفسك الأمارة بالسوء تحب ذلك، وتميل إليه وتشجع عليه، وتحبب إليك اتخاذ القرارات التي يحبها الشيطان، وهي بذلك تصبح مثل القواد -أعزك الله- الذي يقدم الرذيلة للزبائن الراغبين في الحرام وارتكاب الفواحش، فاجتهد في مقاومة نفسك بكل ما أوتيت من قوة، وابحث عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوعك في الرذيلة فاقطعها واقض عليها، وكن جادا وصادقا في ذلك، وقاوم هذا الشيطان اللعين بفعل عكس ما يدعوك إليه ويزينه لك، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على هؤلاء الأعداء، وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك عليها، وألا يكلك إلى نفسك أو إلى أحد من خلقه طرفة عين، وأن يشملك بعنايته ورعايته، وإياك ثم إياك أن تترك الدعوة أو أن تهجر المسجد وأهله؛ لأن هذا العمل هو صمام الأمان بالنسبة لك، ولولا الله ثم المسجد وإخوانك لكنت مجرما من كبار المجرمين، فلا تترك المسجد أبدا، ولا تتوقف عن أعمال الخير التي تقوم بها؛ لأن فيها نجاحك الحقيقي، وإياك كذلك ثم إياك أن تفشي سرك لأحد مهما كان صلاحه وتقواه؛ لأن الإسلام الذي أمرك وأوجب عليك ستر أي مسلم يقع في معصيته أمرك وألزمك كذلك بستر نفسك وعدم فضحها، وإنما أوجب عليك مجاهدة نفسك وكفها عن الحرام، وإلزامها طاعة الله ورسوله، وتزكيتها بالأعمال الصالحة.

فاجتهد ولا تضعف، واستر ولا تفضح، وواصل أعمال البر مع الدعاء، وأبشر بخير عاجل إن شاء الله، وتوبة صالحة متقبلة.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.



مواد ذات صلة

الاستشارات