السؤال
السلام عليكم
إخواني الكرام في الإسلام، بارك الله فيكم، أنا شاب أعيش في أمريكا، في الفترة الأخيرة اشتركت وتبرعت مع مجموعة من الناس المؤمنين -حفظهم الله- في الدعوة إلى الله، وإلى ديننا الكريم الحنيف العظيم الإسلام.
هذه المجموعة هدفها الرئيسي دعوة المسلمين الموجودين في المدينة أو الولاية التي نحن نعيش بها، حيث نقوم في كل فترة بالمبيت لعدة أيام بمسجد معين بمنطقة معينة، وبعدها نقوم بالتجوال على أي بيت للمسلمين حول هذه المنطقة، حيث نقوم بتذكيرهم بصورة جميلة بديننا الإسلام، وندعوهم إلى حضور الصلوات في المسجد في تلك المنطقة، حيث نخرج على شكل مجموعات صغيرة، والهدف أنه معروف في أمريكا أن الكثير من المسلمين يقومون بترك ديننا العظيم، وبأعداد ليست قليلة، لذلك هدفنا هو الحفاظ عليهم قدر المستطاع، لكي تبقى قلوبهم معلقة بهذا الدين.
بناء على ما ذكر أعلاه، هل يعتبر هذا الشيء نوعا من أنواع الدعوة إلى الله؟ وهل يعتبر نوعا من الجهاد في سبيل الله، والحفاظ على ديننا العظيم؟ حيث هنا بعض الشيوخ في أمريكا يقولون ليست هناك حاجة لفعل هذا الأمر، وأن خطب الجمعة كافية لهذا الغرض!
أنا معلوماتي في الفقه الديني وفي الدين الإسلامي ليست كبيرة أو عميقة، ومن المعروف أن الدعوة إلى الله وإلى ديننا الحنيف تقتضي أن تكون من شخص لديه معلومات دينية كبيرة، فهل سأحاسب على هذا الشيء من ربنا العظيم؟
أنا أحب هذا الشيء، وأحب أن آخذ الأجر العظيم، وحب أن أشارك هذه المجاميع بما يقدرني الله تعالى من إمكانات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا؛ ونسأل الله أن يكتب أجرك فيما تقوم به من تذكير المسلمين بدينهم.
أما الجواب على سؤالك والذي جاء فيه أنك تقوم بالمبيت في أحد المساجد ثم تنطلق مع غيرك لتذكير المسلمين بدينهم، فهل يعتبر هذا الشيء نوعا من أنواع الدعوة إلى الله؟ وهل يعتبر نوعا من الجهاد في سبيل الله والحفاظ على ديننا العظيم؟
نعم أخي الكريم، هذه وسيلة نافعة ومشروعة في الدعوة إلى الله؛ وأنتم مأجورون على هذا؛ ولكم أجر من اهتدى على أيديكم؛ وهو نوع من الجهاد، لأن فيه إعلاء كلمة الله؛ فهو من الجهاد بالكلمة؛ وفيه يتحق الحفاظ على ديننا الإسلامي الحنيف، ومن قال لكم أن خطبة الجمعة تكفي فهذا خطأ، فإنه لا يحضر كل الناس إلى صلاة الجمعة؛ وليس كل الناس يعي ما يقال فيها؛ والنبي صلى الله عليه وسلم قد كان يخطب الجمعة؛ ومع ذلك كان يذهب إلى مجالس الناس ويذكرهم بالله تعالى ويدعوهم إلى دينه؛ فينبغي أن لا يلتفت إلى من أنكر عليكم؛ بل استمروا فيما أنتم فيه من الخير؛ كان الله في عونكم.
أما كونك لديك العلم القليل بالدين؛ فهل ستحاسب على هذا الشيء من ربنا العظيم؟ الجواب عن هذا أعلم -أخي الكريم- أن علم الشريعة الإسلامية ينقسم إلى قسمين:
الأول: ما لا يسع المسلم جهله؛ وهذا العلم فرض عين على كل مسلم أن يتعلم، ولا يجوز الجهل به؛ ومن ترك تعلمه فهو آثم، ويحاسبه الله يوم القيامة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) رواه البيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3913؛ وهذا العلم يكمن في معرفة أصول العقيدة والعبادة والأخلاق.
الثاني: علم فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين؛ وهذا العلم يكون لطلاب العلم المتخصصين في علوم الشريعة؛ ولذلك لا لوم عليك إذا لم يكن لديك اطلاع واف في هذا؛ وعليك بالدعوة بما تعلمه من الدين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية " رواه البخاري برقم 3461 .
كما نحثك على التزود من العلم الشرعي النافع.
كان الله في عونكم.