ما أثر تناول أدوية الحساسية على الحمل والجنين؟

0 184

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرضت خلال الأشهر الماضية إلى تسمم الحمل، وفقدت من خلاله جنيني في الأسبوع 39 -الحمد لله-، بعد ذلك قام الأطباء بعمل العديد من الفحوصات للتأكد من عودة جميع الأعضاء إلى العمل، وكل شيء عاد إلى طبيعته بعد شهرين من الولادة.

في أحد الأيام قمت بزيارة بعض الأصدقاء بحديقتهم، وبعد العودة لاحظت انتفاخا في رجلي، فرجحت بأنها لسعة بعوضة، لكنها كانت أكبر وغريبة بعض الشيء، بعد أسبوع أصبحت أعاني من أعراض الحكة في جسدي، ومن انتفاخ الشفة والجفون، ذهبت إلى الطبيب وشخصها بأنها شرى، وقام بعمل بعض التحاليل على الجلد، وتأكد بأنني أعاني من الحساسية بسبب نوع من أنواع العشب بالحديقة، والمعروف في منطقتي بالعشب الإيطالي، وهو منتشر لدينا بالمناطق الاستوائية، وهو نفسه الموجود بحديقة الأصدقاء، فبعد حقني بالمادة العشبية ظهر نفس الطفح الجلدي الذي أعاني منه في منطقة الحقن.

وصف الدكتور حقن تحسيسية كل أسبوع حقنة، لمدة أربعة أشهر، مع أخد مضاد الهيستامين، وبعد أن أكملت الشهر الأول اضطررت للسفر إلى بلد آخر، وبتلك البلد تقل الرعاية الطبية أو أنها معدومة، أخذت الحقنة الخامسة وأصبحت أعاني من الحكة في أقل من 24 ساعة بعد مضاد الهيستامين، والذي يفترض تناوله كل 24 ساعة، وفي صباح اليوم من المفترض أخذ حقنتي السادسة، ولكنني استيقظت بوجه منتفخ، وأعين منتفخة، وشفتين منتفختين، تخوفت من أخذ الحقنة السادسة، وبعد الاتصال بالدكتور نصحني بالتوقف خوفا من حدوث ردة فعل حادة في غياب التدخل والرعاية السليمة.

عدت إلى البلد الذي أقيم فيه، وزرت الدكتور وقال بأننا في الطريق الصحيح، واقترح إيقاف الحقن إلى حين الرجوع بصفة تامة للعيش بالبلد.

سؤالي -يا دكتور-: هل هذه الحقن هي الطريقة الصحيحة للعلاج رغم وجود ردة فعل حادة في بعض الأحيان؟ وهل يمكنني الحمل رغم مرضي بهذا المرض؟

أخبرني طبيبي بأنه لا ضرر من أخذ الحقن مع الحمل، وأخد مضاد الهيستامين؟ وظهر بالجنين (9q34.13 delete..d)، وقمت أنا وزوجي بعمل فحص الكروموسات، وتبين أن زوجي يحمل هذا النقص، فهل يدل ذلك على أن جنيني لم يكن جنينا عاديا ويحمل متلازمة ماو؟ وما مدى تأثير هذا النقص على الجنين والطفل في حياته؟

لا أخفي اشتياقي إلى الحمل مرة أخرى، ولكنني خائفة جدا من تأثير مضاد الهيستامين والإبر في حالة استئنافها على الجنين، خصوصا بعد التجربة الأولى، وكون الأب حاملا لكروموسون ناقص جعلني أتخوف أكثر.

أعتدر -دكتوري- على الإطالة، ويهمني رأيكم، وبارك الله فيكم، وجعلها في ميزان حسناتكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fati حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك -يا ابنتي-، ونسأله عز وجل أن يعوضك بكل خير, وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

نعم -يا ابنتي- قد تحدث ردة فعل في الجسم على الحقن التي تعطى لك لوقف التحسس, بل أن مثل ردة الفعل هذه قد تحدث على أي مركب أو دواء, سواء كان صناعيا أو طبيعيا, لذلك فمن المهم جدا أن تكملي أخذ حقن إزالة التحسس تحت مراقبة أخصائي الحساسية.

بالنسبة لسؤالك عن التحليل المورثي لزوجك, فالتحليل يظهر ما يلي:
خلل أو غياب المورثة رقم 13 من الجزء رقم 34 للصبغي 9, وقد اكتشف العلماء أكثر من 200 مورثة على هذا الجزء من الصبغي, لكن لم يتمكنوا من اكتشاف وظائف كل هذه المورثات بعد, وبالتالي لا نعرف ما هي وظيفة المورثة المفقودة أو المختلة عند زوجك, ولا نعرف إذا كان خللها أو غيابها يسبب أمراضا أم لا, وباختصار لا يمكننا القول بأن غياب أو خلل تلك المورثة هو المسؤول عن وفاة جنينك, لكن وبما أنك أصبت بتسمم الحمل, والمعروف بأن هذا المرض قد يؤدي إلى وفاة الجنين، أو حتى إلى وفاة الأم -لا قدر الله- إذا لم يعالج جيدا، وبالتوقيت الصحيح، لذلك يجب القول بأنه هو -أي تسمم الحمل- السبب في وفاة الجنين.

بالنسبة لحدوث الحمل مجددا أقول لك: إذا كانت ولادتك قد تمت بشكل طبيعي وليس عن طرق عملية قيصرية, فيمكنك الحمل الآن, ولا ضرر من إبر التحسس، ولا من مضادات الهيستامين, لكن بالطبع يبقى من الأفضل -يا ابنتي- أن تنهي علاج الحساسية, أي أن تكملي أخذ كل الإبر, ثم بعد ذلك تخططي للحمل, وذلك لأن استجابة جسمك على إبر التحسيس ستكون أفضل خارج وقت الحمل, فمن المعلوم بأن الحمل يثبط جهاز المناعة في جسم الأم, أي يخفف من استجابته, وذلك حتى لا يرفض جسمها الجنين.

نسأل الله عز وجل أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات