السؤال
السلام عليكم.
أنا أعاني من عقدة الحسد، بمعنى أني أخاف كثيرا من الحسد، ففي بعض الأحيان عندما يسألني الأستاذ عن سؤال وأعرف الإجابة لا أرفع يدي لكي لا يحسدني زملائي، وإذا مدحني شخص مباشرة أخاف أن يحسدني، ولكن لماذا لا يتم حسد المشاهير؟! لماذا أنا؟! لماذا الحسد يأتي إلي أنا؟! فإذا مدحني أحد بشيء فإن نفسيتي كلها تتغير من الخوف، وأقول بأنه حسدني، وأخاف أيضا أن أحسد الناس، فكلما رأيت شيئا جميلا أو جيدا تأتيني فكرة في بالي تقول بأنني قد حسدت ذلك الشخص.
تعبت من هذه العقدة، لأنني حتى لو قلت ما شاء الله يجب أن أعيدها في اليوم كثيرا، فكيف أتخلص من تلك العقدة التي أتعبتني كثيرا؟
وفقكم الله تعالى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول: الحسد صفة ذميمة ذكرها الله تعالى في كتابه في أكثر من آية، ولا يمدح الحسد إلا إذا كان في باب تمني الخير والتنافس فيه مع عدم تمني زوال النعمة عن المنعم عليه، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلمها).
والأصل عدم الحسد، فليس كل الناس حسدة، ولا ينبغي أن يتعامل مع الناس على أنهم جميعا كذلك.
فالحاسد هو صاحب النفس الخبيثة الشريرة المعترضة على قضاء الله وقدره، والذي يتمنى أن تحصل النعم له وأن تزول عن الآخرين.
يبدو أنك أعطيت القضية أكبر من حجمها، وهناك رسائل خاطئة أرسلتها لذهنك فتعامل عقلك وفقها، فصرت تشك في كل إنسان يمدحك أنه حسدك، وإن رأيت في الناس نعمة أنك حسدتهم، وهذا ليس صحيحا، فأخرج هذه الأفكار السلبية من ذهنك، وما تجده إنما هو من وساوس الشيطان وخواطره، فلا تصغ لها، ولا تتحاور معها، بل اقطعها بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لأنه يريد أن يفسد عليك حياتك.
تحصن من الحسد بالمحافظة على أذكار اليوم والليلة، والتي من ضمنها قراءة المعوذتين ثلاث مرات صباحا ومساء، وإن خفت من شخص ما فحصن نفسك بالدعاء الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة).
إن أعجبك شيء عند غيرك فقل ما شاء الله تبارك الله كما علمنا نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال: (من أعجبه شيء فليبرك الله عليه)، ولا يلزم أن تعيد ذلك وتكرره، وما تعانيه من التكرار ناتج عن وسوسة الشيطان فاطرده بالاستعاذة.
مارس حياتك بشكل اعتيادي كبقية الناس، ولا تتعب نفسك بمثل هذه الأفكار التي هي كما قلنا خواطر شيطانية، والشيطان عدو للإنسان ولكنه ضعيف أمام المؤمنين، ولذلك يلجأ إلى الوسوسة، فأظهر له قوة إيمانك، ولا تضعف أمامه؛ فإن ضعفك يكمن بالتحاور معه والإصغاء إلى خواطره، فإن حصل ذلك منك انتصر عليك، وإن قطعت ذلك واستعذت بالله منه خسأ وانخنس.
آمل أن ينفعك الله بهذه الموجهات، ونسعد بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.