السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله يومك -يا دكتور محمد عبد العليم-، وأتمنى أن تكون بخير، ويسعدني ويشرفني أن أستشيرك بموضوعي.
أصبت بنوبة هلع أثناء النوم، صحوت وأنا مخنوق، لا أستطيع التنفس، وقمت بالجري في البيت حتى أغمي علي، وحينما صحوت بدأت بالصراخ لأنني لم أكن أرى، وأتنفس بصعوبة، وتم أخذي للمستشفى، وكل الفحوصات والتحاليل سليمة.
بعد هذه الحادثة أصبحت أعاني من الخفقان، وضيق التنفس، والرجفة، والخوف، والتوتر، كنت أجهل ما أعاني منه إلى أن أخبرني أحد الأطباء بضرورة زيارة الطبيب النفسي، وبالفعل بعد الزيارة اتضح أن ما عانيته كان نوبة هلع.
كتب الدكتور عقار دوجماتيل50 لمدة شهر، وشعرت بعده بتحسن، ولكن النوبة مازالت تلازمني، وهي تقل يوما بعد يوم، وأحيانا تأتي بشكل مفاجئ، وتحسني لم يكن بالشكل المطلوب، وبعد شهر رجعت للدكتور وصرف لي مع الدوجماتيل50، وسبرالكس 10، وبعد شهر من استخدام السبرالكس شعرت بتحسن ملحوظ، ولكن لازال هناك شعور بالخوف بلا سبب واضح، وأشعر بشيء داخل صدري لا أعلم هل هو خوف، أم أعصاب، أم أوتار مشدودة، شيء غريب يزعجني، ولكنني أحاول تجاهله قدر المستطاع.
منذ شهرين وأنا أتناول السبرالكس10، إلى متى يجب الاستمرار على جرعة 10؟ ومتى يمكنني رفع الجرعة إلى 20؟ وكم المدة التي يجب الاستمرار على جرعة العشرين كجرعات مثالية؟
أرشدوني إلى الطريقة والجرعات المثالية والسليمة للسبرالكس من البداية إلى النهاية؟ وهل تنصحني بإضافة دواء آخر، أو استبدال الدوجماتيل بالفلوناكسول؟ وما الدواء الذي تراه مناسبا -يا دكتور- لتدعيم فعالية السبرالكس، وإزالة الخوف غير المبرر لدي؟
علما أن أكثر أعراض الهلع اختفت -الحمد الله-، كضيق التنفس وغيره، وبقي فقط الخوف المجهول دون مبرر، والعطش دائما،هل تزول هذه الأعراض مع الوقت، أم تستمر، أم ماذا؟ علما أنني أمارس رياضة المشي كل يوم، وأحاول تطبيق تمارين الاسترخاء بين حين وآخر، لكنها تزعجني أحيانا وأتوقف عنها.
أفيدوني، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي الكريم: بالفعل نوبات الهلع والفزع مزعجة، ومن المعروف أن أحيانا تحدث في أثناء النوم وتوقظ الإنسان ويتبعها من نوعية الأعراض التي تحدثت لك.
أخي: أنا أرى أن حالتك -إن شاء الله تعالى- جيدة ومستقرة، والحالة الآن متجهة نحو الانحسار، وعليك –أخي– بكل المكونات العلاجية من دواء وعلاجات نفسية واجتماعية وسلوكية وإسلامية.
بالنسبة للعلاج الإسلامي: أذكار الصباح والمساء، وجدناها مفيدة جدا لمساعدة الذين يعانون من نوبات الهلع، والإكثار من الاستغفار.
وبالنسبة للعلاج الاجتماعي: أن تصرف انتباهك من خلال بناء شبكة اجتماعية ونسيج جيد من الأصدقاء، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تكون متواصلا مع الناس، وأن تحضر المناسبات، وأن تكون صاحب وجود اجتماعي، هذا يقلل كثيرا من الخوف الذي تعاني منه، فاحرص على هذا النمط العلاجي، والرياضة مهمة، و-الحمد لله- أنت تمارسها، أما التمارين الاسترخائية فهي ضرورية، وهي بسيطة جدا، فأرجو أن تلتزم بها.
وهنالك علاج مهم جدا، وهو العلاج عن طريق التحقير، أن تحقر كل هذا الذي يحدث، وأن تتجاهله تماما –أخي الكريم– وأن تكون إيجابي التفكير، وأن تنقل نفسك إلى وضع تقتنع فيه أن هذه الحالة بسيطة، ويجب ألا تنشغل بها بهذه الكيفية، والدليل على بساطتها أنك تسير من حسن إلى أحسن، بناء مثل هذه القناعات مهم جدا -أخي الكريم-.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالسبرالكس بالفعل علاج مثالي، علاج جيد، علاج سليم، وأعتقد أنك من الآن يمكن أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا، وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة، وهذه يجب أن تستمر عليها إلى أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
وحين يتم التوقف عن الدواء سوف يكون العلاج التعويضي هو العلاج الاجتماعي والعلاج السلوكي والعلاج الإسلامي الذي تحدثنا عنه، وهذا يمنع تماما الانتكاسة.
بالنسبة للدوجماتيل: أعتقد أنه علاج ثانوي، ولا بأس في أن تستمر عيله لمدة شهرين أو ثلاثة بنفس الجرعة –أي خمسين مليجراما يوميا–، وبعد ذلك توقف عن تناوله، ولا داعي لاستبداله بالفلوناكسول، فكلاهما متقارب ومتشابه.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكر لك الثقة في استشارات الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف.