السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 17 سنة، في الثانوية العامة، أعاني من ضعف في الأعصاب (رعشة في الجسم)، أجريت جميع الفحوصات، والنتائج سليمة -ولله الحمد-، كما أعاني من ضغوط نفسية عديدة، أشدها وسواس الموت، ومن ناحية الوسواس فقد تخلصت من جزء كبير منها.
منذ 5 أشهر أشعر برعشة عند الشد على العضلات، وأحيانا تأتي في جميع أنحاء الجسم حتى الصدر، وأحيانا آلام في المفاصل وتنميل، وكأن الدم لا يتحرك، وعندما أحرك جسمي أشعر بجريان الدم، وأشعر بألم في الصدر عند الجلوس.
لقد وصف لي أحد الأشخاص تناول فيتامين b12، لأنه يساعد على تنظيم الدورة الدموية، مع العلم أنه لا يوجد لدي أي نقص في الفيتامينات، ضعف الأعصاب بدأ يأخذ كل تفكيري، فما سببه، وما علاجه، وهل يكون بسبب الحالة النفسية، وما المدة المطلوبة للعلاج؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
إن ما تعاني منه ليس التهابا في الأعصاب، فأنت تصفه بالرعشة، فضعف الأعصاب يؤدي إلى ضعف العضلات التي يغذيها، وأنت لم تذكر أن هناك ضعفا، ولم تذكر ما هي نتيجة الفحص الطبي من قبل الأطباء الذين زرتهم؛ لأن هذا مهم جدا، فإن لم يكن هناك أي علامات طبية تشير إلى أي مشكلة مرضية، أو عضوية، فإن السبب يكون نفسيا، وخاصة أن هناك ضغوطات نفسية.
للرعشة أسباب كثيرة، أهمها:
- كثرة تناول المنبهات: كالشاي، والقهوة، وقلة النوم، وكثرة السهر، والإجهاد العضلي.
- كذلك يحصل نوع من الرعشة عند الكثير بسبب القلق والتوتر، أو الوقوف أمام الناس، وهذا يسمى بالقلق الظرفي، ويقصد به المخاوف التي تأتي للإنسان عند المواجهات.
- هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تسبب الرعشة، مثل: أدوية الربو، والكورتيزون، وأدوية أخرى، إلا أنك لم تذكر أنك تتناول أي أدوية.
- هناك رعشة تحصل لدى بعض الناس عند الغضب والانفعال العصبي، وتختفي عندما يعود الشخص إلى طبيعته.
- وهناك رجفات -أيضا- تحصل نتيجة زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهذه تكون رعشة خفيفة، وتكون مترافقة مع نزول الوزن والإسهال.
- من أسباب رعشة الأطراف -أيضا- نقص السكر، وهذا يسبب -أيضا- الشعور بتعرق بارد وخفقان، والإحساس بالجوع، إلا أنك لم تذكر أنك تعاني من السكر، وهذه ليست عندك.
من أسباب الرعشة أيضا زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهي رجفة خفيفة وناعمة في اليدين، مع زيادة التعرق والخفقان، وفقدان الوزن، وأحيانا جحوظا في العينين، وقد ذكرت أن التحاليل كلها طبيعية.
- هناك ما يسمى بالرجفة البدئية أو (الردغة)، يمكن أن تظهر في أي سن، وبعض الحالات قد يكون هناك أي شخص آخر في العائلة عنده الرجفة ذاتها، إلا أنه يمكن أن يكون المريض هو الوحيد الذي يشكو من هذه الرعشة في 50% من حالات الرجفة البدئية، وتكون الرجفة مع تناول الطعام والشراب، وسكب السوائل، والكتابة والحركة، وتزداد مع القلق، والإعياء والجهد، والتمارين الرياضية، وتناول المنبهات، وتخف مع الراحة والارتخاء.
وكما ذكرنا، فإن الرعشة التي من منشأ نفسي عادة ما تتزامن مع الإجهاد والقلق النفسي، والضغوط في الحياة العملية، ويشعر المريض بالراحة عندما يكون مرتاحا من الناحية النفسية، والعلاج يكون في الأصل نفسي في هذه الحالة، أما الفيتامين ب 12 فهو لا يساعد على تنظيم الدورة، وإنما يفيد التنميل في الأطراف إن كان السبب هو نقص الفيتامين ب 12، واعرض نفسك على طبيب الأعصاب لكي يفحصك من الناحية العصبية، فإن كانت الأمور طبيعية من هذه الناحية، فإنه يفضل عرض نفسك على طبيب الأمراض النفسية.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.