اختفت نوبات الهلع وبدأت أعاني من الاكتئاب، فما العلاج؟

0 244

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم بكل خير.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما، متزوجة ولدي بنت، حياتي بشكل عام مستقرة، وقبل سنتين حينما كنت مستلقيه على السرير، بدأت أشعر بالخوف بشكل مفاجئ، ثم بدأت أشعر بالمغص والغثيان، وبدأت ضربات قلبي تتسارع، وشعرت بضيق التنفس، كنت أشعر باقتراب نهايتي، وازداد القلق والتوتر، أيقظت زوجي من النوم، وكنت بحالة انهيار وأبكي، لا أعرف ماذا أصابني، ولماذا فجأه دون أي أسباب تأتي نوبة الهلع؟

استمرت الحالة نصف ساعة ثم تلاشت تماما، وبعد شهرين عادت وبنفس الشدة، وتكررت خلال الأسبوع، ومن بعدها وأنا أعيش في خوف وقلق كبير من الموت، وانحصر كل تفكيري في طفلتي، فقط كيف سأتركها وأموت؟ أشعر بحزن عميق واكتئاب.

ذهبت إلى الطبيب النفسي، ووصف لي باروكسات، وبعد أسبوعين من استخدامه لاحظت تحسنا كبيرا، تناولته لمدة سنة و نصف حتى وصلت للتحسن الكامل -الحمد لله-، عدت إلى طبيبي للمراجعة، وطلب إيقاف الدواء بشكل تدريجي خلال شهر، بعد شهر من إيقاف العلاج بدأت أشعر بأعراض خفيفة جدا من القلق وأفكار الموت، وتمكنت من تجاهلها، استمرت الأعراض لمدة شهر، وبعدها بدأت أشعر بالاكتئاب واليأس من الحياة، لا أعلم أسبابه، وكيف تحولت حالتي من مخاوف الموت إلى اكتئاب، وكيف أصبحت مشاعري متذبذبة، ففي بعض الأيام أشعر بالخوف من الموت والقلق، وفي أيام أخرى أصاب بالاكتئاب والملل من الحياة، ولا أشعر بالمتعة في كل شيء.

لا أعلم ماذا أصابني، أعيش في حيرة كبيرة، هل هذا كله من تأثير الأدوية التي تناولتها لمدة سنة ونصف؟ هل أصبت بالاكتئاب بسببها؟ وكيف أتخلص من الأفكار السلبية وأفكار الموت؟ فأنا أفكر بأنه لا جدوى من العمل في الحياة، لأننا سنموت بالنهاية.

تعبت كثيرا، كل أفكاري سوداوية وسلبية، علما بأنني كنت إيجابية وسعيدة ومتفائلة جدا بالرغم من مروري بظروف وفاة صعبة، ولكني كنت قوية وتخطيت الأمر.

هل تناول الدواء لفترة طويلة أثر على الناقلات العصبية لدي وأصابني بالاكتئاب؟ و لماذا عادت مخاوف الموت والقلق؟ صحيح أن نوبات الهلع الشديدة لم تعد بشكلها السابق، ولكن توقعت بعد العلاج أنني سأشفى تماما من كل هذه المخاوف.

أحتاج إلى مساعدتكم، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نوبات الهلع واضطراب الهلع من اضطرابات القلق، وقد تأخذ منحى طويلا، أي قد تستمر مع الشخص لفترة من الزمن، ولذلك دائما نحن نوصي بأن يستمر العلاج على الأقل لفترة سنة كاملة، وقد يكون أطول من هذه المدة، والتحسن يأتي مع المتابعة المستمرة مع الطبيب، و-الحمد لله- فعلت ذلك، وأخذت العلاج المناسب، وأحيانا بعد التوقف من العلاج قد تحدث انتكاسة كما حصل معك.

المهم هناك ارتباط وثيق بين نوبات الهلع والاكتئاب النفسي، فنسبة كبيرة جدا من الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع تحدث عندهم أعراض اكتئاب نفسي واضحة تحتاج إلى علاج، وهذا يسمى (التشخيص المزدوج)، أو وجود أعراض لأكثر من مرض عند الشخص المعني، فهذا له ارتباط باضطراب الهلع، ليس له علاقة بالدواء على الإطلاق -يا أختي الكريمة- بل الزيروكسات في الأصل مضاد للاكتئاب، أي وظيفه الأساسية هي علاج ومضاد للاكتئاب، ومنع حدوث الاكتئاب، فلا يمكن أن يكون الزيروكسات سببا في حدوث الاكتئاب أو في الناقلات العصبية، بل العكس هو يعمل في الناقلات العصبية التي تسبب الاكتئاب أيضا، أي إنه يعمل على زيادة مادة السيروتونين في الدماغ، والتي تحسن وتعالج أعراض الاكتئاب النفسي.

إذا لماذا عادت لك هذه الأعراض؟ لأن هذه هي طبيعة المرض للأسف الشديد، وأحيانا لا يحدث الشفاء التام، بعض الناس قد يحدث لهم الشفاء التام، ولكن في بعض الناس قد تحدث انتكاسات -كما حصل معك-، أي: ظهور بعض أعراض المرض مرة أخرى، وفي بعض الناس قد تحدث نوبات جديدة من المرض، -الحمد لله- حدثت عندك بعض الانتكاسات وأعراض اكتئاب نفسي بسيط -إن شاء الله-.

الشيء الآخر الذي أريد أن أوجهك إليه هو: اللجوء للعلاج النفسي، العلاج النفسي مفيد جدا مع العلاج الدوائي في علاج نوبات الهلع أو اضطراب الهلع، خاصة العلاج السلوكي المعرفي، ولذلك أنصحك باللجوء إلى علاج نفسي سلوكي معرفي مع معالج نفسي ذا دراية في هذا العلاج، لعمل عدة جلسات، للتخلص من هذه الأعراض الجديدة التي حدثت لك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات