هجر الزوج فراش زوجته وكيفية إعادته إليه

0 515

السؤال

أنا سيدة متزوجة منذ 18 سنة، وزوجي يعاملني معاملة سيئة، لكن معاملته زادت سوءا لي منذ حضورنا إلى بلاد الغربة، وهو هاجر لي في الفراش منذ سنتين، وكرامتي تمنعني من السؤال عن السبب.

كما أنه لا يجلس معي ويكلمني مثل أي اثنين متزوجين، ولا يناقشني في أي قرار يخص الأولاد! علما بأن عندي منه ثلاثة أولاد، أعني أنه يعاملني على أنني مجرد خادمة له ولأولاده، حتى كلمة لا أسمعها منه، ولا أسمع منه إلا كلمات الانتقاد والتجريح والإهانة.

أي شيء أعمله لا يعجبه، ويتهمني دائما بالتقصير في أداء واجباتي، علما بأنني أبذل ما أستطيع، ولكن معاملته لي لم تزدني إلا شعورا بالإحباط حتى أصبحت أكره نفسي! كما أنه ينظر إلى المواقع الخليعة على الإنترنت، أرجوكم إفادتي؛ فأنا في بلاد الغربة بلا أهل ولا صاحبة ولا أحد لأشكو له همي!

علما بأن جلوسي الطويل في المنزل أدى إلى إصابتي بالسمنة المفرطة، وهأنا قد بدأت باتباع ريجيم لأصل إلى الوزن المطلوب، وأرجوكم لا تقولوا لي اجلسي وناقشيه، فقد حاولت مرارا، ولكنه يقول لي: انقلعي لست فارغا لك! ولقد طلبت الطلاق منه عدة مرات وهو يرفض بحجة أنه لا يحب أن يحرم الأولاد من أمهم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك لما فيه الخير والرضا، اللهم آمين.

قرأت استشارتك، ووقفت عندها، وأنك في النهاية ترفضين الجلوس مع زوجك ومناقشته.

الأخت الكريمة: إن هناك مبادئ وأسس لهذه الحياة الزوجية وضعها الله تعالى، وفيها السعادة والهناء، والبعد عنها لا يجلب إلا الشقاء.

من هذه المبادئ والأسس تعاون الزوجين وتفاهمهما سويا فيما بينهما، ولكن إن كان أحد الطرفين لا يتفاهم مع الآخر كما في حالتك هذه، فهنا يجب أن يكون هناك تنازل من الطرف الآخر من موقفه، فالصلابة والإصرار لا تفيد في الحياة الزوجية.

عليه أقول أيتها الأخت: أنتما لستما في شركة مالية يمكن أن تحل في أي وقت، كما أن الحياة الزوجية ليس فيها غالب ومغلوب، إذ يمكن للزوجة أن تأخذ حقوقها كاملة من الزوج مهما كان والعكس ما دام هناك قضاء وقانون.

لهذا أنصحك بما يلي:

لا تتصلبي وتتعصبي لرأيك، فهذا لا يجوز شرعا ولا عرفا، بل يجب أن تتنازلي عن موقفك، لا لأنك خائفة منه، لكن لأن الله أمرك بطاعته، فاذهبي إليه بكل جرأة وشجاعة لا لتتحدثي معه إنما لتعكسي له عمليا أخلاق الإسلام من العفو وحسن العشرة، والطاعة الكاملة إلا في معصية الله، ثم اجلسي معه، وأخبريه بأنك سألت عن حقوقه عليك.

قولي له: أنا أريد أن أؤديها طاعة لله أولا وخوفا منه، ولا تهتمي برده، وسيري معه على حسن المعاملة وحسن الخلق، وطاعته إن أرادك في الفراش، وحضري له طعامه، ونظمي له حياته من ملابس وفراش وسائر ما يلزمك تجاهه، وابدئي معه الحديث، وإن قاطعك وسألك فأنت زوجته وليس بينكما حاجز.

اسأليه عن أسباب غضبه وخصومته، وأرى أن تكوني شجاعة، وأن تقولي له: أنا أتحمل كل شيء ونفتح صفحة جديدة، واسأليه عن طلباته (المباحة والمتاحة) ولبيها له، نعم أريدك أن تكوني معه على هذا الحد، وأنا على يقين أنه سيرجع لك ويحبك ويقدرك ويحترمك.

إن قدر الله أن كانت الأخرى، بأن لم تنفع فيه هذه المعاملة، فهنا لك أن تلجئي لأخذ حقوقك منه (بطريق الحق).

لكن ليكن الصبر شعارك، وسيري على ما طلبته منك، ولا تنسي أن تلجئي إلى الله بالصلاة والدعاء لا سيما عند السحر، ولا تقنطي من رحمة الله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات