السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب متزوج عمري 31 سنة، أعمل مدرسا، حاصل على بكالوريوس نظم معلومات، كنت أعاني من الوساوس المرضية منذ الصغر حتى الكبر، ولكنها قلت كثيرا بالمحافظة على الأذكار، وإن كانت لا تزال موجودة.
المشكلة الأساسية هي عدم الرغبة بالاستمرار في أي عمل جديد (الشغل) من بدايته، فلا أعرف كيف أبدأ، وليس لدي صبر لتحمل العمل، وأرغب بالجلوس بمفردي دائما، وعندما أحاول الصبر على العمل أشعر بسعادة غامرة، وتعود المشكلة ذاتها في اليوم التالي حين أنزل للعمل، فأشعر باضطراب شخصيتي.
أنا شخص كسول، أتهرب من المسئولية، وأحب البقاء بمفردي دائما، وأتعرض لاتنقادات من حولي كثيرا، وقولهم لي: أنت لست رجلا، ولا تستطيع تحمل المسؤولية، لا تشعر بمن حولك، ولكن الأمر خارج عن إرادتي، فعندما أحاول فعل شيء أشعر بأنني في غربة بمفردي، وأشعر بأنني ضعيف، وقد أبكي لأي سبب، وعندما أترك العمل الذي أقوم به وأنا مكره، وأشعر بأن روحي عادت لي، وخاصة الشغل، فأشعر بأنني (انطفئت)، بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث أشعر أنني شخص بدون روح.
هل مشكلتي لها علاج؟ مع العلم أنني لو اشتغلت في شيء أحبه فإنني أنجز فيه كثيرا، وقد أعمل به 20 ساعة، على العكس من الشيء الذي لا أحبه، فهل هناك طبيب نفسي جيد في مصر قد تصفونه لي؟
وشكرا لحضراتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع بكل هذه التفاصيل، أعانك الله ويسر لك أمرك، وخفف عنك بعض هذه المعاناة.
لا يبدو من سؤالك أن هناك أمرا غير طبيعي، فكل الناس يمكن أن يتفاعلوا أكثر، وينجزوا أكثر عندما يقومون بعمل محبب لهم، بينما يتكاسلون عندما يطلب منهم القيام بعمل جديد، أو بعمل غير محبب لهم، فهذا كله طبيعي.
ويبقى الحل في مثل هذه المواقف أن يبحث الإنسان عن عمل يحبه، ويرتاح له، ويتفاعل معه، وإن كان هذا غير متوفر في كثير من الأحيان، بحيث يجد الإنسان نفسه مضطرا للقيام بمهنة، أو عمل ليس هو المفضل عنده، إلا أنه لقمة العيش كما يقال.
وحتى في مثل هذه الحالات، وأن عملك ليس في المجال الذي تحبه؛ فإنه يمكن البحث عن هواية تحبها وتعشقها، مما يعوض عليك بعض الشيء، بحيث تمارس قضاء بعض الوقت في الأمر الذي تحب العمل فيه.
الأمر الآخر الذي أشرت إليه، وهو موضوع الرغبة بالوحدة، وقلة الراحة للتواجد مع الناس الآخرين: فهذا أيضا طبيعي ولحد كبير، فالناس يختلفون في رغبتهم، أو عدم رغبتهم باللقاء بالآخرين، فمنهم السعيد الذي يرتاح لوجوده مع الآخرين، ومنهم المنطوي الذي يفضل العزلة والانفراد، وفي كل خير، وإن كان تغيير هذا الطبع ممكن عن طريق الاختلاط بالآخرين بالنسبة للإنسان المنطوي، هذا إذا رغب بالتغيير.
وفقك الله، وأرجو أن يكون في هذا ما يفيد.