السؤال
السلام عليكم
أشكركم على تعاونكم.
أنا فتاة عمري 20 سنة، أعاني من اضطرابات داخلية، أولها أني أكذب في كل شيء، وأحاول أن أتوب ولكني لا أستطيع، وأيضا انطوائية، وأتلعثم في الكلام، والجميع يتهمني بالكسل والخمول وهذا يضايقني، وقد تدهور مستواي الدراسي، وأشعر باكتئاب وضيق، وإذا تفوهت بكلمة تضايق أحدا أشعر بحزن وأعاتب نفسي كثيرا.
كلما فكرت في وضع خطة دراسية أتكاسل عن تنفيذها، وحتى علاقتي مع الله ليست ثابتة، حيث أواظب على الصلاة والقرآن فترة، ثم أتكاسل عنهما.
أرجو أن تساعدوني في حل مشكلتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أن سؤالك عرض عددا من القضايا والمشكلات، وليس بالضرورة كلها متعلقة ببعضها، وسأركز كلامي على موضوع الكذب، فهو قد يساعد على حل بعض القضايا الأخرى.
يبدو أن لب الموضوع عندك أنك تقيمين وزنا كبيرا لرأي الناس فيك، نعم معك الحق في أن تخافي أن يستمر هذا الحال عندك، ومن هنا كان من الضروري العمل على الإقلاع قدر الإمكان عن مثل هذه الإضافات والزيادات.
طبعا الكثير من الناس لا ينقل ما حدث وبشكل موضوعي فنحن نعرض عادة ليس ما حدث وإنما رؤيتنا لما حدث، والفرق بينهما كبير. ومن هنا كانت أهمية علم نقل الحديث النبوي، وعلم الجرح والتعديل، وربما لو عشنا في زمن الرسول الكريم لما أخذت عنا أحاديثنا بسبب مثل هذه الإضافات والزيادات والتحسينات والتخفيف أو تقليل أهمية ما لا يعجبنا على حساب المبالغة بما نهوى!!
حاولي ومن اليوم أن تتدربي على نقل أمر معين أو حدث معين، وقولي للشخص أنك ستحاولين نقل ما حدث أو ما رأيت أو سمعت، ومن دون إضافات من طرفك.
نعم يمكن لهذا التدريب المبدئي أن يؤتي ثماره، بالرغم من بعض الصعوبات المتوقعة في البداية، إلا أنه مع الاستمرار والمثابرة يتحسن الأمر.
وفي الغالب أن الذي يكذب إنما يحاول أن يجمل الحقيقة، بسبب أنه يقيم وزنا كبيرا لرأي الآخرين فيه، ولذلك مما يعين أن لا يعنيك كثيرا رأي الآخرين فيك، وأحرصي على مرضاة الله قبل مرضاة الناس، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يخبرنا عن الرجل الذي يصدق ويتحرى الصدق، أي يبالغ في تحري الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، ويصبح من الصادقين.
ولا شك أنه بعد هذا سيرتاح ضميرك، وتشعرين بالثقة في نفسك مما يعينك على حل بعض المشكلات الأخرى.
وفقك الله، وألهمك الصدق.