كيف أوفق بين أمي وزوجتي وأرضيهما؟

0 341

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا شاب عمري 27 سنة، متزوج ولدي ابنة، أعيش في شقة مستقلة لوحدي مع زوجتي، ولكن في نفس العمارة مع أمي وأبي وأخوتي.

المشكلة التي أواجهها هي أن أمي لديها مشكلة مع زوجتي، حيث أن زوجتي من عائلة جدا محافظة، ولا تختلط بأي أحد، وأمي تلح علي باستمرار وتريد مني أن أضغط على زوجتي حتى تنزل وتجلس معها في شقتها، وزوجتي لا مشكلة لها بالنزول والجلوس مع أمي طول الوقت، ولكنها لا تريد أن تختلط بأخي الأصغر مني -عمره 22 سنة-، الذي يعيش مع أمي وأبي، وزوجتي دائما تنزل وتجلس مع أمي ما يقارب الساعة كل يوم بشرط عدم وجود أخي.

أنا بار جدا بأمي، ولا أعصي لها كلمة، ولا أرفض لها طلبا، وكل ما تريده أمي هو أن تجتمع مع زوجات أبنائها في مكان واحد وعلى سفرة طعام واحدة، بالطبع ليس كل يوم، ولكنها تريد أن يكون هناك أوقات حيث تكون كل الأسرة مجتمعة في نفس المكان.

أتمنى أن أحقق طلبها، ولكن ليس لدي سلطة لأجبر زوجتي على شيء كهذا، وهي في الأصل من عائلة متشددة.

دخلت مع زوجتي في مشاكل عدة في هذا الموضوع، طلبت منها أن تنزل وهي منقبة، ولكن كل مرة تأبى ولا توافق، وأنا لا أستطيع أن أخبر أمي بما يحدث، ولا أن أرفض طلبها، علما أن كل مرة تلح علي أن أتحكم في زوجتي، وتتسبب في افتعالي مشكلة مع زوجتي.

تعبت كثيرا من هذا الموضوع، أرجو منكم إيجاد حل لمشكلتي، أود التنويه أنا أحب أمي كثيرا، وأحب زوجتي كثيرا، وفي كل مرة تحصل مشكلة بيني وبين زوجتي أكره نفسي؛ لأني إنسان مسالم، ولا أحب المشاكل، أتمنى لو يكون هناك حلا يرضي الجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

احمد الله -أخي العزيز- أن أكرمك بحسن الخلق والتلطف والرحمة بوالديك، كما أكرمك بزوجة مستقيمة، ومن أسرة محافظة حريصة على التزام أوامر دينها في الحجاب، كما أنعم عليك بشقة مستقلة يمكنك وزوجتك أن تحظيا بحياة مستقلة بعيدة عن المشكلات الأسرية والمخالفات الشرعية؛ إذ في صلاح الزوجة صلاح للزوج والأسرة والحياة والدين والدنيا، كما قال الله تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع, وخير متاعها المرأة الصالحة) رواه مسلم، وقال أيضا: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه، لا سيما وقد ابتليت بلداننا ومجتمعاتنا العربية والإسلامية بمظاهر الاختلاط المحرم بالرجال من حد الخضوع بالقول معهم، والتبرج والسفور والتعطر، والمصافحة لهم وكذا الخلوة بهم أيضا، لقوله -صلى الله عليه وسلم- : (ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه مسلم، وهي مع ذلك -جزاها الله خيرا- طائعة لربها وزوجها، وطيعة لأهلك أيضا من غير معصية الخالق، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الطاعة في المعروف) رواه مسلم، كما أنه ليس بالمعروف الخلوة بـ (الحمو) وهو: أخ الزوج، وقيل: هم عموم الرجال من أقارب الزوج أو الزوجة، غير المحارم من الآباء والأبناء ونحوهم، فقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبلغ التحذير وقال: (الحمو الموت) متفق عليه، وذلك لقرب خطره وبعد الشبهة عنه، فليس من المعروف مخالفة الشرع في الاختلاط المحرم السابق ذكره.

إلا أنه يمكن التخفيف من ضغوط والدتك -حفظها الله وغفر لها- وكذا الأسرة، بأن تتعامل زوجتك -وفقها الله- مع أخيك وعموم الرجال الأجانب من أسرتك بمقتضى الأدب واللطف والكرم والخدمة من غير الاضطرار لمخالفة الشرع، وذلك بالكلام معهم والتواصل بما لا يخالف تعاليم الشرع، ومن غير اضطرار لترك الحجاب أو الوقوع في الخلوة المحرمة أو الخضوع بالقول، كما قال تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا)، أو نحوه من المخالفات.

كما يمكنك - بصدد إزالة غضب والدتك وما قد يدخلها من سوء الفهم أو الظن - إقناع والدتك بالنصوص الشرعية المؤيدة لموقف زوجتك، وذلك بمقتضى اللطف والرفق مستعينا ببعض الداعيات وطالبات العلم المعتبرات والمؤثرات لديها من أهلك أو أهلها, والمعاملة معها بالبر والمعروف والإحسان.

كما أوصيك بالصبر والشكر والدعاء, سائلا المولى - عز وجـل - أن يفرج همك ويشرح لكم صدر الوالدة الكريمة والأسرة الطيبة، ويسعدكم جميعا في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

مواد ذات صلة

الاستشارات