السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجل أبلغ من العمر 51 عاما، منذ أكثر من شهر ولدي صداع شديد مع ثقل في الرأس، أو دوار في الثلث الأمامي من الرأس وفوق الصدغين، وذلك دون زغللة في العين أو غثيان. ذهبت إلى طبيب الأنف والأذن، وكذلك طبيب المخ والأعصاب، وأجريت الأشعة المقطعية للمخ والجيوب الأنفية، وكلها سليمة، وضغط الدم جيد، وظهر لدي مشكلة في فقرات الرقبة، يوجد انزلاق غضروفي بين الفقرتين 5 - 6 وكذلك 6 - 7، ويوجد شد قوي في عضلات الرقبة.
تابعت مع طبيب العلاج الطبيعي بعدة جلسات، كانت الاستفادة موجودة، ولكن الصداع لم يختف تماما، وبسبب وجود ظروف أسرية صحية قاهرة، ألزمتني بجهد بدني ونفسي عال، فانقطعت عن العلاج والتمارين، وعادت الآلام بصورة أشد، وكذلك الدوار، ولم تنفع المسكنات في التخفيف من حدة الصداع كثيرا، وللعلم حين أستعمل طوق الرقبة تخف الأعراض قليلا، ولكنني لا أداوم عليه خوفا من ضعف عضلات الرقبة.
ما هو الحل من وجهة نظركم؟ فالأمر مزعج جدا، علما بأن الصداع يبدأ بعد فترة من الاستيقاظ، وأعاني أيضا من مشكلة البول المتكرر في الليل، مما يجعلني أستيقظ أكثر من مرتين خلال الليل، وكذلك فأنا أستعمل نظارة طبية لقصر النظر، وعملي مكتبي أمام شاشة الكمبيوتر لمدة ثمان ساعات يوميا، فهل لذلك علاقة، أم كما أخبرني بعضهم أنها توترات عصبية تفعل ذلك وأكثر؟
جزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم، تحياتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الانزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية يؤدي إلى تقلص عضلي لعضلات الرقبة الخلفية، ويؤدي إلى صداع يبدأ في الصباح الباكر، ويسمى tension headache، واستخدام طوق الرقبة اللين soft cervical collar، غاية في الأهمية، ولا يؤدي إلى ضعف في عضلات الرقبة، لأنه يريح العضلات، ويخفف الضغط على الأعصاب عند خروجها من بين الفقرات، مما يساعد على تخفيف الألم، ولا داعي لاستخدام الطوق اليابس، لأن الطوق اللين يعطيك بعضا من حرية الحركة.
مع ضرورة ضبط الوسادة بحيث لا تكون مرتفعة أو منخفضة، لأن عدم ضبطها يؤدي إلى تقلص عضلات الرقبة، ويؤدي إلى مزيد من الألم، مع الحاجة إلى تناول حبوب مضادة للألم والالتهاب، مثل كبسولات celebrex 200 mg، مرتين في اليوم، وتناول كبسولات باسطة للعضلات، مثل myolgin أو muscadol، ثلاث مرات في اليوم، مع إمكانية أخذ حبوب الكورتيزون prednisolone 30 mg، لمدة 5 إلى 7 أيام، قرصا واحدا في اليوم، ودهان مرهم فولتارين على المكان، بعد عمل كمادات ساخنة على عضلات الرقبة، ويمثل ذلك العلاج التحفظي المطلوب لعلاج الانزلاق الغضروفي.
وفي حالة وجود فرصة لمتابعة العلاج الطبيعي فسوف يكون أفضل -إن شاء الله-، مع ضرورة عمل أشعة رنين مغناطيسي، أو إعادتها إذا مر عليها وقت طويل للمتابعة، ولمعرفة تطور حالة الغضروف.
وتكرار البول ليلا يحتاج إلى فحص السكر الصائم 12 ساعة على الريق صباحا، والمفروض ألا يزيد عن 126 مج، والسكر العشوائي بدون صيام لا يزيد عن 200 مج، مع ضرورة إعادة السكر الصائم بعد عدة أيام، لتأكيد التشخيص، مع الحاجة بالطبع لعمل تحليل بول، لأن تكرار البول قد يأتي من التهاب المسالك البولية، ومن اضطراب السكر، مع الحاجة إلى التأكد من ضبط حدة الإبصار، لأن ارتداء نظارة غير منضبطة قد يؤدي إلى صداع، ولكن قصر النظر أمر مختلف عن الغضروف.
وفقك الله لما فيه الخير.