السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ شهرين من تعب في الذراع في اليد اليسرى عند حمل ثقل كبير لمدة، ثم أصبح مرتبطا بحمل وزن صغير، وتعب في الرجلين صباحا عند الاستيقاظ من النوم، ثم يتحسن وأحيانا يكون خفيفا، وتعب الذراع في اليد اليسرى يمكن أن يأتي أثناء الجلوس فقط والعمل عبر الانترنت والهاتف، وأحيانا لا أحس بشيء، كذلك لدي آلام مفاصل والركبتين والكوعين والكتفين أحيانا.
فحوصات الدم منذ شهرين كانت سرعة ترسيب عادية مع فيتامين (د) 13.8، بدأت حاليا علاجه. مشكلتي أن لدي توهما مرضيا وأنتقل من علة لأخرى -الله يعافينا-.
أقرأ عن الأمراض كثيرا عن التصلب المتعدد والجانبي الضموري والسرطانات. عملت عددا كبيرا من الفحوصات، والأشعة الصوتية، ومقطعية للرأس، وأشعة للرقبة، والغدة الدرقية، وتخطيط القلب أيكو. مؤخرا فحصت تعب اليد والرجلين.
أجرى الطبيب فحص قوة القبضة في اليدين وحركات كبسط اليدين، ولم يجد ما يقلق، أعطاني اسبيرين 100 ومضاد للآلام.
كان لدي التهاب عصب سمعي منذ شهر سبب لي دوارا، فكنت أقف مشدودا دائما ورجلاي متوترة خوفا من السقوط.
في رأيكم ما هو سبب هذا؟ هل نقص فيتامين (د) أو التوتر أو شيء آخر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
أنت ذكرت أن ألم الذراع في اليد، فاليد مختلفة عن الذراع، فالذراع هو الجزء بين الكتف والمرفق (الكوع)، وأما اليد فهي اليد المعروفة من الرسغ إلى نهاية اليد.
فإن كان الألم في منطقة المرفق (الكوع) وفي الجهة الخارجية، فإنه يكون بسبب التهاب في أوتار العضلات التي تتصل في هذه المنطقة، وتسمى أيضا مرفق التنس، أي تكون عند لاعبي التنس في الجهة الخارجية، وتزيد في حركات معينة عند استعمال اليد، ومن ناحية أخرى فإن كان الألم قريبا من اليد قبل أصبع الإبهام فيكون ذلك أيضا التهابا في الأوتار، وبالفحص الطبي يمكن للطبيب أن يشخص الحالة بالفحص الطبي، والعلاج يكون بتناول الأدوية التي تعالج الالتهاب، وهي مسكنة أيضا، ومنها:
-Mobic
Tilcotil
Naproxe
أي واحد من هذه الأدوية، والأول والثاني يؤخذ مرة واحدة كل يوم، والأخير مرتين بعد الطعام ولعدة أسابيع حتى يختفي الألم، وفي بعض الحالات يتم إعطاء حقنة كورتيزون إن تم التشخيص أنه التهاب في المرفق أو في غلاف الأوتار في اليد.
أما الألم في المفاصل فإن كان الفحص الطبي طبيعيا وليس هناك أي علامات انتفاخ في المفاصل، ولم تكن المفاصل دافئة، أي ساخنة بالفحص والتحاليل طبيعية، فهذا ينفي وجود التهاب في المفاصل إلى حد كبير، ومن ناحية أخرى فإن نقص فيتامين (د) قد يسبب آلاما في العظام والعضلات، ولذا فإنه يجب الاستمرار بتناول فيتامين (د) حبة واحدة كل أسبوع.
التوتر والقلق بحد ذاته والخوف من الأمراض يمكن أن تؤدي إلى الشعور ببعض الأعراض عند المريض تسمى بالأعراض النفسوجسدية، أي أنها ليست من منشأ عضوي وإنما من منشأ جسدي، وما حصل معك يحصل مع الكثيرين الذين يترددون على العديد من الأطباء، ويتم إجراء تحاليل وصور مكلفة، وتكون طبيعية، وعلى الرغم من ذلك يبقى الوهم والخوف من المرض، ويذهب إلى أطباء آخرين لعل أحدهم يقول له إن عندك مرضا، ويتم إجراء فحوصات بشكل لا تنتهي معه الدوامة، لذا فإنه يفضل اتباع النصائح الآتية:
- تجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، أعرف أن ذلك ليس سهلا، ولكن يجب أن تخاطب نفسك وتقتنع أنك لا تعاني من مرض عضوي، وحتى لا تعاني أيضا من مرض نفسي.
- حاول أن لا تتردد كثيرا على الأطباء، فهو يزيد من التوهمات المرضية، وإن لزم زر طبيبا واحدا تثق فيه مرة كل ستة أشهر؛ لإجراء فحوصات عامة، هذا يطمئن كثيرا.
- ممارسة الرياضة بصورة منتظمة تفيد في مثل حالتك فائدة عظيمة، فالرياضة تؤدي إلى امتصاص الطاقات النفسية السلبية، وتبني طاقات واندفاعات نفسية إيجابية كثيرة، كما أنها تؤدي إلى استرخاء الجهاز الهضمي، وهذا يؤدي إلى القضاء على الألم والتقلصات، والرياضة أيضا هي أفضل علاج لزوال الإنهاك والتعب الجسدي، فاجعل لنفسك برامج مثل رياضة الجري أو المشي أو لعب كرة القدم، هذا يجب أن تعطيه جانبا مهما في حياتك.
- أن تلتفت إلى عملك وتطور نفسك في هذا السياق، وتدير وقتك بصورة إيجابية، هذا يبعدك عن الفراغ الذي يجعلك تفكر في صحتك وفي فيزياء جسدك، مما يسبب لك انشغالا، ويجعلك تستشعر الآلام التي تعاني منها بصورة شديدة ومبالغ فيها.
- التواصل النفسي، والترويح عن النفس بما هو مشروع من المتطلبات الضرورية جدا؛ لتحسين الصحة النفسية والجسدية، فأرجو أن تكون حريصا على ذلك.
وعليك بالدعاء، والحرص على صلواتك، وتلاوة القرآن والأذكار، فهي -إن شاء الله- معينات عظيمة على شفاء القلوب والنفوس والأجساد.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.