كيق أتصرف مع زوج متذبذب في المواقف مقصر في الحقوق؟

0 328

السؤال

السلام عليكم.

زوجي يبلغ من العمر42 عاما، يعمل بدولة أوروبية، دائم الحيرة! منذ زواجنا يريدني أن أسافر معه، وبعد السفر بأقل من شهر يقول: لابد من رجوعك إلى بلدنا، وهكذا إلى أن أصبح لدي طفلتان: الكبرى 4 سنوات، وهو بعض الوقت ملتح، وأحيانا لا يسلم على النساء، وأحيانا يسلم! وبعد رجوعي لبلدي بشهر قرر قضاء إجازة؛ لأنه يفتقدنا، وعندما جاء قرر أنه لا يريد استمرار الحياة الزوجية؛ لأنه اكتشف بعد 6 سنوات من الزواج عدم التوافق بيننا!

كل هذه القرارات يأخذها دون مشاركتي، وعندما أبلغته عدم موافقتي على هذا القرار لمصلحة بناتي ولعدم معرفتي بالسبب الحقيقي وراء قراره لعدم اقتناعي بالسبب المعلن، وافق بناء على طلبي، لكن استمرار الحياة ظاهري، ومسؤوليته مادية علي فقط!

لكن من حين لآخر يكتشف أن قوامته علي قائمة، فيعرض أوامره لتسيير حياتي وحياة البنات وفق ما يرى! وسرعان ما يعود لتجاهلنا من جديد، وعندما أمل من هذا الأسلوب من المعاملة يقول أنت التي اخترت، فأقول خلاص، أنه هذه العلاقة، فيتراجع ويقول: اصبري، بالله عليك.

ماذا أفعل؟ أخاف أن أظلم بناتي، وأخاف أن أظلم نفسي مع زوج مذبذب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح زوجك، وأن يرزقه الحكمة والرشاد والتوفيق والصواب، وأن يجعلك حياتكم سعيدة مستقرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن هذا التذبذب يلقي بظلاله على الحياة الزوجية، ويهدد مستقبلها؛ لأن الإنسان الخائف يضعف أداؤه، ويتوقف إبداعه، وتقل تضحيته؛ لأنه لا يشعر بالأمان، وأهم عامل من عوامل الإبداع والعطاء إنما هو الاستقرار والأمان، ويوم أن يفقد الإنسان ذلك تتعطل حياته، ويصاب بالخوف والقلق والتوتر والشد العصبي المستمر، هذه كلها حقائق علمية لا شك فيها، ولكن ماذا تفعل المرأة المسلمة الداعية التي ابتليت برجل من هذا النوع؟

أحب بداية أن قول لك أختي رانيا: لابد لك أن تعلمي أن مثل هذه التصرفات لا تنشأ من فراغ، وإنما هي ثمرة لبعض أنماط التربية الأسرية الغير سوية، وأن زوجك ضحية هذه التربية، وإلا فهو يتمنى أن يكون مثل غيره، وأعتقد أنه يحاول ولكن يبدو أن محاولاته ما زالت متواضعة ودون التحدي أو المستوى المطلوب؛ لأنه وبلا شك يشعر بأن الأمور غير طبيعية، وأنه ليس كغيره من الرجال، ومن هنا لابد لك من طول النفس والصبر الجميل، وعدم التعجل؛ لأن هذا الأمر لا يعالج في يوم وليلة، إذ أنه حصاد سنوات طوال من التربية الخاطئة، ومن المستحيل أن يتم القضاء على ذلك بقرار سريع أو بجرة قلم أو في يوم وليلة.

الأمر كما ذكرت يحتاج إلى مزيد من الصبر وعدم التعجل، والوقوف بجانبه، وإشعاره بخطر هذه التصرفات بهدوء وعدم إملاء قرارات أو فرض عقوبات، وأعتقد أن تخصصك في العلوم الاجتماعية قد ينفعك كثيرا في مساعدته والنهوض به، واصرفي عن نفسك هاجس الطلاق، ولا تفكري فيه مطلقا، وإنما اجعلي هدفك الأساسي مساعدة هذا الرجل، والوقوف معه، والصبر عليه، والمحافظة على هذه الأسرة من التشتت، واحرصي على أن لا تتسرب هذه الأمراض أو تلك المشاكل إلى أطفالك؛ حتى لا نخرج إلى المجتمع جيلا مريضا ومتذبذبا، وأنا واثق من قدرتك، فتوكلي على الله، واصبري على زوجك، وأكثري من الدعاء له خاصة في أوقات الإجابة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات