خطيبي يحدثني عن العلاقة الزوجية فكيف أتصرف معه؟

0 216

السؤال

السلام عليكم.

سأتزوج بعد 3 أشهر -إن شاء الله-، وخطيبي بدأ يحدثني عن العلاقة الزوجية ولكن بطريقة غير مباشرة، فهل أتركه، أم أتظاهر بأنني لم أفهم ما يقصد؟! أريد الإجابة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- العلاقة بين الخاطب والمخطوبة لها حدود وضوابط شرعية كونهما أجنبيين عن بعضهما، ليس بزوجين حيث لم تتوفر شروط الزواج المعروفة إجماعا من إذن ولي الأمر بالزواج, والإيجاب والقبول, وزاد بعضهم شهادة عدلين، ولذلك سمى الله تعالى الزواج (ميثاقا غليظا)، والخطبة ليست كذلك كما هو معلوم.

- نعم يجوز للخاطبين الكلام والمحادثة لكن بقدر الحاجة, وزيارتها والجلوس معها لكن بحضور بعض أهلها، وبدون خلوة، وبغض البصر عنها، وبدون مصافحتها، أو لمسها، أو الخروج معها، وبدون خضوع بالقول أو كلام يخالف الشرع كتبادل عبارات الحب والكلام العاطفي، ويجوز لهما المراسلة بينهما سواء بالكتابة أو المهاتفة بينهما فيما يتعلق بالاتفاق على أمور الزواج بشرط اطلاع أحد أبويها بذلك، لقوله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون).

- أما دعوى بعض الخاطبين بأن طول المحادثة والجلوس بينهما يمكنهما من التعرف على بعضهما واكتشاف شخصيتهما وهو مهم لمصلحة الزواج؛ فغير صحيح لمخالفة الشرع كما سبق، ولما يحصل من تكلف ومبالغة في تجملهما لبعض بالكلام العاطفي المعسول والكرم الحاتمي، فما أن يتم الزواج حتى تظهر أحوالهما على الحقيقة والواقع، كما هو الواقع في كثير من الزيجات، ويمكن تحصيل هذه المصلحة بالوجه الشرعي بعد العقد الشرعي وقبل الدخول-الزفاف؛ لأن للعقد حكم الزواج كما هو معلوم إلا أنه يمنع دخول العاقد على المعقودة مراعاة للعرف والعادة، وخشية أن يموت أحد الزوجين فتترتب على الدخول مفاسد لا تخفى وإلا بتسليم كامل المهر للزوجة.

- أما بخصوص خجلك وسؤالك عن كيفية تعاملك مع جرأته في الحديث؛ فإنه يمكنك أو بعض أهلك كالوالد أو الأخ إشعار الخاطب بهذه الأحكام بأسلوب هادئ ومناسب, والمفترض أنه لو كان عاقلا أن يحترم هذه الأحكام, ويحترم حياء المخطوبة والتزامها بالأدب والشرع, ويزداد ثقة بها واطمئنانا إليها، كما يزداد ثقة وإجلالا لأهلها حيث لا يخفى حصول الفتن والمشكلات جراء التساهل بهذه الأحكام, فكثيرا ما يقرر أحد الخاطبين الزواج ويكون قد استحل منها ما لا يحل إلا للزوج.

أسأل الله أن يحفظك ويوفقك، ويعينك ويسددك، ويسعدك ويجعله زواجا مباركا.

مواد ذات صلة

الاستشارات