السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته!
أنا سيدة متزوجة حديثا، بحيث لم يمض على زواجي خمسة أشهر، عشتها وكأنها خمسون عاما! حيث أن زوجي الذي يكبرني بعشر سنوات ينهال علي بالضرب بسبب أو من دونه! زيادة على الألفاظ النابية التي يمطرني بها صباح مساء!
ولا أخفي عنكم بأني إنسانة ملتزمة أقوم بكل واجباتي تجاهه، لكني لا ألقى منه سوى السب والشتم، وذلك كله بداعي أنه هو الذي يعمل لتأمين لقمة العيش!
لقد ضقت ذرعا بتصرفاته، ومما يزيد من عذابي أني بعيدة عن أهلي، فأشكو بثي وحزني إلى الله عز وجل! سؤالي يتلخص في: أأصبر على الأذى، أم أطلب الطلاق؟ مع علمي بأنه أبغض الحلال.
وجزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
قرأت رسالتك وما تحويه من معاملة زوجك لك من الضرب والشتم.
ابنتي: إن الحياة الزوجية لا تخلو من بعض المشاكل، وهذا ينتج عن اختلاف الطباع والأخلاق، وهذا أمر يكتشفه الزوجان مؤخرا، رغم أن الله تعالى أباح لكل منهما أن ينظر لخطيبه، لكن هذا أمر في الظاهر، أما الباطن فلا يكتشف إلا بعد الزواج، وعليه فإني أوصيك بالآتي:
1- الصبر حتى تتكشف أحواله كاملا، ولتكن فترة الصبر هي مرحلة علاج تعالجيه فيها.
2- حاولي اكتشاف ما يضايقه في البيت من سلوك، كأن يكون ترتيب الأثاث، أو نوع الطعام، فإذا عرفت ما يضايقه فاتركيه فورا.
3- اجلسي معه وصارحيه بأن هذه ليست هي الحياة الزوجية التي جعلها الله مودة ورحمة، واسأليه ماذا يريد، فإن لم يكن في طلبه معصية لله فعليك أن تنفذيه له كاملا؛ لأن طاعته عليك واجبة.
4- إن لم يرجع فلك أن تشركي بعض أهله إن وجدوا، وإلا فأصدقائه، فأشركيهم في الأمر ليحلوا المشاكل التي بينكما.
ومع كل ذلك عليك بالابتهال إلى الله تعالى وكثرة الدعاء أن يهديه الله إلى الصراط المستقيم، مع الاستعانة بالصلاة، فإن لم يصلح ذلك كله، وتمادى في ضربه وشتمه، فلك أن تلجئي إلى العدالة لتأخذي حقك؛ لأن الحياة هنا تكون قد فقدت معناها.
وفقك الله لما فيه الخير والرضا.