مخاوفي من عذاب القبر تراودني عند الجنازة وصلاة الجماعة.. فماذا أفعل؟

0 162

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عانيت في صغري من الخوف بشكل شديد من العذاب بعد الموت، كان خطيب الجمعة يتحدث عن سلسلة أهوال يوم القيامة، وما أعد الله من عذاب، حتى ظننت أنني معذب لا محالة، بقيت أتخيل حياتي في القبر، وعذاب القبر، وهذا الأمر نغص حياتي لعدة سنوات، لم أشتك لأحد، ولما كبرت وتعلمت الدين الصحيح زالت المخاوف، ظل الخوف يراودني عند السير في جنازة، فأعاني من التعب في بطني، ومن رجفة الرجل.

منذ خمس سنوات توفي ابن عمي بعد صلاة الفجر، وتأثرت بموته كثيرا، أصبحت أتذكره عند صلاة الفجر في المسجد، فأصاب بالتوتر، وأتعرق كثيرا، وأفقد توازني، فقمت أصلي الفجر في البيت.

منذ ثلاث سنوات والأفكار السلبية تراودني عند الصلاة في المسجد، فأعاني من صعوبة الرؤية، وأترنح، وأفقد اتزاني، ورجفة الرجل، فتزداد أعراض التوتر في الصلاة، فأتعرق بكثرة ويزداد الخفقان.

لم يقتصر الوضع على الصلاة في المسجد، بل تطورت الحالة وأصبحت أتجنب الخروج وزيارة الأهل، لا أتحرك إلا بالسيارة، وأحس بالتعب وعدم الاتزان عند الخروج مع الأهل، أو عند السير في جنازة، وكذلك في الأفراح، ولدي حساسية من الصوت العالي.

عندما أتعرض لموقف حزن أو فرح أو مشاحنة أشعر بالخفقان ورجفة الرجل، ذهبت إلى طبيب الباطنية، وأجريت فحوصات عديدة للسكر، والضغط، وصورة للدم والدهون وغيرها، وتبين بأنني أعاني من زيادة نسبة الكوليسترول بشكل بسيط جدا، مع وجود بكتريا حلزونية في المعدة، وأعطاني الطبيب العلاج الثلاثي، وتحسن بطني بشكل واضح -بفضل الله-، كما أعطاني علاج مودابكس للتوتر لمدة شهر واحد.

ذهبت لطبيب العيون، وشخص وجود جفاف بسيط في العين، وأعطاني علاجا للحالة.

أنا لا أدخن، وعملي يتطلب السهر، ما هي نصيحتكم لي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعاني من القلق، خاصة من رهاب الموت منذ أن كنت صغيرا، وطبعا الفحوصات دائما تكون سليمة، لأن القلق والرهابات هي أمراض نفسية وليست عضوية، ولذلك الفحوصات تكون سليمة.

الشيء الآخر: جرثومة المعدة ليس لها علاقة بالقلق أو الرهاب، لكن طبعا يجب علاجها لتقليل أعراض المعدة، والتي قد تسبب نوعا من القلق والتوتر.

العلاج للقلق وللتوتر ومخاوف الموت هو دوائي ونفسي، والآن أنت على العلاج الدوائي (مودابكس) لمدة شهر، وطبعا تحتاج لفترة شهر ونصف أو شهرين حتى تزول الأعراض، ولكن أنصحك بإدخال علاج نفسي مع العلاج الدوائي، التواصل مع معالج نفسي ليعطيك علاجات نفسية سلوكية للاسترخاء، لتغيير التفكير، تحويل التفكير إلى شيء إيجابي، وكل هذه أشياء مهمة مع العلاج الدوائي.

السهر في العمل لا يسبب المخاوف المرضية، ولكن يحدث نوعا من التوتر، لكن المهم أن توزن نومك، في النهار عندما تنوم، لأنك تعمل ليلا، يجب أن تكون الغرفة مظلمة، وتأخذ قسطا كافيا من النوم، قد تحتاج في النهار لنوم ساعات أطول من الليل لتعويض سهر الليل، تجنب المنبهات والميقظات مثل القهوة والشاي، لأنها لا تساعد في النوم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات