معاناتي الدائمة مع القولون ورغبتي في التبرز تمنعني من ممارسة حياتي الطبيعية

0 275

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة مزمنة ومزعجة جدا، دفعت آلاف الدولارات كي أتخلص منها، ولكن دون جدوى، البعض يقول إن مشكلتي في القولون العصبي، والبعض يقول بأنه الوسواس، والآخر يقول إنها من الدماغ، وأحدهم قال بأن سبب ما أعانيه القلق غير الإرادي.

أنا شاب أبلغ من العمر 33 عاما، أعاني من هذه المشكلة منذ حوالي 21 سنة، مشكلتي أنني عندما أنوي القيام بأي عمل يبدأ القولون بالحركة، وأشعر بحاجة ملحة للتبرز، ولا يمكنني التحمل أبدا، ذهبت إلى طبيب مختص بالجهاز الهضمي والتنظير، قام بعمل المنظار للقولون والمعدة، وأخذ خزعة من القولون، والنتيجة إيجابية جدا، ولا يوجد التهابات أو تقرحات إطلاقا.

وصف الطبيب دواء أنافرانيل 25 ملم، حبة واحدة قبل النوم، أخذت العلاج لمدة سنة كاملة، وارتحت بنسبة 98%، وتغيرت حياتي وجسمي تغير إلى الأفضل، خفت معاناتي التي عانيتها، بعد تلك السنة بدأت بتقليل جرعة الدواء إلى أن أوقفته، بناء على طلب الدكتور، فعاد كل شيء كما كان، لا يمكنني الخروج من البيت، لا يمكنني السهر مع الأصحاب، بمجرد الوصول إلى المكان المقصود، يبدأ القولون بالحركة ويتولد شعور قوي بالتبرز، لا يمكنني تأجيل التبرز إطلاقا، ولا يمكنني حضور أي اجتماع أو مناسبة اجتماعية أو عائلية، فعند الذهاب أعاني من الخفقان، وأعصابي تتخبط بقوة، ويبدأ القولون بالحركة، وأتعرق، ولا يمكنني التحمل أو تأجيل الذهاب إلى الحمام للتبرز.

عدت للطبيب ومرة أخرى وصف الأنافرانيل، وزاد الجرعة، ولكن دون جدوى، لم ينفع أبدا، فذهبت إلى دكتور نفسي آخر، وأعطاني دواء باكسيل، أخذته لمدة 6 أشهر، زاد وزني بصورة غير طبيعية أثناء تناوله، والمشكلة ما زالت قائمة، ولم ينفع الدواء مطلقا.

غيرت الدكتور وذهبت إلى طبيب أعصاب، فأعطاني دواء سيمبلتا، أخذته لمدة 6 أشهر، ولكن أيضا دون جدوى، كأنني لم أتناول أي دواء مطلقا، ولم أشعر بأي تحسن.

وأخيرا زرت بروفسور أعصاب وطبيب نفسي في بيروت، ويقال بأنه أمهر أطباء الشرق الأوسط، ذهبت له لأكثر من سنة، فشخص حالتي بأنها وسواس، وعاد وأعطاني دواء أنافرانيل 50، ثم رفعه إلى 75، ثم إلى 150 ملم، استفدت من العلاج بنسبة بسيطة جدا، ولكن حركة القولون والشعور بالتبرز عند مقابلة أحد أو زيارة أحد لم تتحسن.

تعبت كثيرا من زيارة الأطباء، ومن تناول الدواء، ومن الأعراض الجانبية للأدوية، أوقفت الدواء وقلت هذا نصيبي من الحياة، بعد فترة وعن طريق الصدفة التقيت بدكتور للأعصاب في مكان عملي، وشرحت له كل شيء، وصف لي دواء سيتولس 10، فأخذت الدواء شعرت بتحسن أفضل من بقية الأدوية التي أخذتها، وبعد 6 أشهر تقريبا بدأت أتحسن بصورة جيدة، وخفت كل الأعراض بنسبة كبيرة، ولكن بعض الأوقات تأتيني نوبات قوية، وكأنني لم أتناول أي دواء.

نصحني أحد الأصدقاء بعمل جلسات للعلاج السلوكي، وقمت بها فعلا وارتحت بفضل طريقة التنفس والاسترخاء، وبعد فترة قصيرة جدا زال كل شيء، وعادت حالتي كما كانت.

قمت بعمل صورة سكانر للرأس، ولا يوجد شيء، فأجريت تخطيطا للرأس، والنتيجة توضح زيادة كهرباء الرأس، وأنها تؤثر على القولون، ولم أقتنع أبدا بهذا التحليل، وبسبب معاناتي وقلة حيلتي أجبرت على تجربة العلاج، لعلني أشفى من هذه المشكلة، فوصف لي دواء كيبرا 500، حبة صباحا وحبة مساء، ثم رفعها إلى حبة ونصف صباحا ومساء، ارتحت بصورة جيدة، ولكن بعد ثلاثة أشهر عادت الأعراض كما هي، واليوم أقوم بالتدرج لإيقاف العلاج.

جربت علاجات كثيرة بالأعشاب، ولكن النتيجة ليست كما أتمنى، وأيضا بعد التوقف عن الدواء يعود كل شيء كما كان.

أريد أن أوضح شيئا، حينما أذهب إلى الحمام وأخرج بصورة طبيعية عند الصباح، وبعد ربع ساعة أخرج مرة ثانية قبل الذهاب إلى العمل، وأشعر بالغازات والانتفاخات، وأتعرق، وأخرج مرة ثالثة، وعند مقابلة ولقاء أي أحد أشعر بالحاجة للتبرز، وعند زيارة أحد ما أشعر بأن دمي مثل موج البحر يموج، ورأسي لا يحتمل الضغط، ويبدأ القولون بالحركة القوية والسريعة، ولا يمكنني السيطرة إلى أن أذهب إلى الحمام وأتبرز، ولكن هذه النوبات تعود بعد بضع دقائق.

بالصدفة قرأت عن حضرتكم بالإنترنت، وأردت التواصل معكم، لعل شفائي يكون عندكم.

القولون العصبي أرهقني ودمر حياتي وعملي واجتماعاتي ونفسيتي، أصبحت عصبيا لدرجة لا يمكنني تقبل رأي الآخر، أجريت فحوصات الفيتامينات، وتبين وجود نقص في فيتامين (ب 12)، أخت العلاج لفترة طويلة، وارتفع جيدا، وشعرت بالتحسن، وبعد 20 يوما عاد كل شيء كما كان، أخذت أيضا دواء سيروكيوبل 25، ولم ينفع أبدا.

زرت أكثر من خمسة أطباء نفسيين، وأطباء الأعصاب والجهاز الهضمي، ولا حل لمشكلتي، أجريت فحوصات الحساسية، ولدي حساسية من الذرة، وتوقفت عن تناول كل شيء فيه ذرة، حتى الخبز أوقفته، وارتحت كثيرا، وبعد 20 يوما عادت العوارض كما هي، وما زلت متوقفا عن تناول كل مشتقات القمح والذرة.

تعبت جدا، ولا يمكنني السهر مع الأصحاب، ولا القيام بالواجبات، لا يمكنني زيارة أحد، دائما القولون يزعجني جدا.

الرجاء الرجاء المساعدة، كرهت حياتي، كرهت العيش، كرهت كل شيء جميل، لا أشعر بالسعادة في أي شيء، فكل همي أن أرتاح من كثرة التبرز، ومن الاضطرابات المستمرة في القولون.

أردت أن أطلعكم بالتفاصيل على حالتي، وأتمنى من حضرتكم أن تنصحوني للتخلص من هذه المشكلة العويصة والمزعجة.

شكرا جزيلا لكم، وأنتظر ردكم بأحر من الجمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nabil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد قرأت استشارتك أكثر من مرة، وأنا متعاطف معك تعاطفا شديدا للمعاناة التي عانيتها طيلة هذه المدة، بالرغم من مرورك بفترات قد تحسنت الحالة خلالها، وأجد نفسي في حيرة بعد أن قابلت هذا الكم الهائل من الأطباء النفسيين، ولم يتم علاج مشكلتك علاجا نهائيا.

كل ما أستطيع أن أنصحك به واضح أنك تعاني من قلق وتوتر، وهذا القلق يرتبط دائما بالجهاز الهضمي، وبالرغبة في التبرز كما ذكرتها، وأخذت المشكلة منحى وسواسيا في بعض الأحيان، هناك قلق وسواسي، وهذا ما تحس به الآن، وهذا ظاهر من الاستجابة للأنفرانيل، لأن الأنفرانيل فعال في علاج الوسواس.

الشيء الآخر الذي أشير إليه أنني في عالم الطب في مثل حالتك هذه، والشخص الذي يتردد على الكثير من الأطباء، يستحسن أن تقابل أستاذا يعمل في مستشفى تعليمي، حتى يعرضك على فريق من الأطباء والاستشاريين، لعمل كونسولتوا يشترك فيه أطباء نفسيين مع أطباء الجهاز الهضمي، ويمكن أن يطلعوا بخطة علاجية لمساعدتك -يا أخي الكريم-.

من جانبي اقترح دواء الدوجماتيل، جرعة 50 مليجرام، 3 مرات في اليوم، لأنه مضاد للقلق، وبالذات القلق المتمثل في أعراض الجهاز الهضمي، فيمكنك تجربته، الناحية الأخرى التي أنصحك بها أيضا مراعاة الأطعمة التي تتناولها، يجب أن لا تكون الأطعمة بها ألياف كثيرة، حتى لا تؤثر في موضوع التبرز الكثير، ويمكنك أيضا التحكم في التبرز بأن تجعل لك أوقات محددة للتبرز، أي لإفراغ ما في الأمعاء، وبهذا قد تقل الحاجة إلى التبرز، هذا كل ما أستطيع أن أنصحك به.

وفقك الله ويسر لك علاجا لتنتهي هذه المشكلة التي عانيت منها طويلا.

مواد ذات صلة

الاستشارات