كيف أشغل وقت فراغي وأكسر الملل وأشعر بأن لي كيانا واهدافا أسعى لتحقيقها؟

0 200

السؤال

السلام عليكم..

أنا وحيدة أمي وأبي، وأعاني من الوحدة والفراغ، وأنا عاطلة عن العمل، لم أجد وظيفة، وأنا شخصيتي ليست اجتماعية، منذ تخرجي إلى الآن زاد شعوري بالوحدة، ومررت بفترة شعرت فيها بخوف شديد عند ذهاب أمي للنوم، وأحاول من وقتها أن أستلقي وأغمض عيني طوال الوقت حتى تستيقظ، وأحاول أن أنام بنفس وقت نوم أمي حتى لا أخاف، وبعض الأحيان أتوسل إليها بأن تنام عندي، أو طوال وقتي أحاول أن أنشغل بمواقع التواصل الاجتماعي والتلفاز، وقليلا ما أخرج إلى المتنزهات، ولم أعد ألتقي بالناس مثلما كنت في فترة دراستي حيث الفصول الدراسية وأوقات الفسحة، وأرى الناس وأسمع أخبارهم، وعندي روتين، وذهني مشغول بالدراسة.

أما الآن أشعر بعزلة ووحدة، حتى أني لا أجد ما أتحدث به مع والدتي، وأصبحت غير واقعية، فقد بدأت أفكر بأوهام وخيالات، وكثيرة السرحان هذه الفترة، وأشعر بالملل، ودائمة البكاء، والسبب أني وحيدة، ولا أتواصل مع أحد، ووالدتي أشارت علي بأن أذهب إلى حلقة تلاوة وحفظ للقرآن الكريم، أو نادي رياضي، وأنا لا أحب هذه الدورات خارج البيت، حتى أن الميزانية لا تكفي لها، وأنا لا ألتزم بها، لأني مزاجية كثيرا، ولست اجتماعية، وأشعر بأني لست ملزمة بها مثلما كنت وقت الدراسة، وأني سوف آخذ شهادة مثل بقية الفتيات في عمري، وقد كان لي هدف، أما الآن لا أعرف ما الذي أريده؟ كيف أجعل لي روتينا يوميا وأهدافا قصيرة المدى؟ وكيف أستغل وقت فراغي بأشياء منوعة ومفيدة، وأستطيع عملها في البيت حتى أجد وظيفة إن شاء الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكونك كنت وحيدة وليس لك إخوان أو أخوات واضح أنك متعلقة بأمك تعلقا شديدا، وإن كان في فترة الدراسة كونت علاقات، ولكن الآن بعد انتهاء الدراسة وأصبحت عاطلة فليس لك حياة منفصلة، فأنت متعلقة بالوالدة، وهذا ما يسبب المشاكل.

يجب أن تستقلي الآن بحياتك -يا أختي الكريمة- حاولي أن ترتبي أمورك، الآن الأولوية لإيجاد عمل يمكنك أن تفعلي أشياء في البيت، لا أدري هل لديك جهاز كمبيوتر أم لا، إذا كان في الاستطاعة مثلا الحصول على جهاز كمبيوتر فيمكنك تعلم الكمبيوتر، ويمكنك الآن التقديم للوظائف من خلال الكمبيوتر فهذا سوف يشغل وقتك شغلا كثيرا وأيضا يمكنك الآن الدخول إلى كورسات أيضا عن طريق الكمبيوتر وعن طريق النت، فهذا سوف يشكل لك إضافة كبيرة جدا لملأ الفراغ.

الشيء الثاني -يا أختي الكريمة-: عليك بالرياضة إذا كنت تستطيعين الخروج وممارسة رياضة المشي خارج المنزل لمدة نص ساعة كل يوم؛ فبها، وإلا فعليك بتمارين رياضية داخل المنزل لمدة نصف ساعة على الأقل؛ فهذه تؤدي إلى الاسترخاء والراحة النفسية، أيضا الالتزام بالصلاة، والدعاء -يا أختي الكريمة- وقراءة القرآن يوميا فكل هذه تؤدي إلى السكينة والطمأنينة وراحة البال.

وفكرة التحاقك بدار لتحفيظ القرآن الكريم أنعم بها من فكرة، ستجدين وقتك يمتلأ بحفظ كلام الله تعالى الذي به تنشرح القلوب، وتجدين من الصحبة الصالحة ما تعينك على الخروج مما أنت فيه -بإذن الله تعالى- كما أوصيك بكثرة ذكر الله تعالى والمحافظة على الأذكار، وزيادة برك لوالديك وطلب الدعاء منهما، وسترين خيرا بإذن الله تعالى.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات