علاج مرض التصلب المتعدد اللويحي.. هل يمنع الصيام؟

0 164

السؤال

السلام عليكم..

أنا مريضة بالتصلب المتعدد اللويحي منذ 8 أشهر، وأتناول منذ ذلك الوقت tecfidera 240 mg
حبتين باليوم صباحا ومساء.

وبالأمس أخبرتني دكتورتي أني لا أستطيع الصيام؛ لأننا هنا في ألمانيا ما بين الإفطار والسحور فقط أربع ساعات، وكذلك لا أستطيع تقليص الجرعة لحبة واحدة فقط تكون في الإفطار أو في السحور، فهل هذا صحيح؟

دكتورتي غير مسلمة، وأحسست أنها رافضة لفكرة الصيام، فهل هناك حل لأستطيع الصيام دون تأثيرات جانبية؟

وجزاكم الله كل خير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أشرف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

Tecfidera أو (dimethyl fumarate) من أهم الأدوية التي تم اعتمادها بمعرفة هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية U.S. Food and Drug Administration أو (FDA) لعلاج التصلب اللويحي MS ، وذلك في عام 2013 وأصبح منذ ذلك التاريخ هو الاختيار الأول لما له من نتائج طبية.

ويتم تناول الدواء مرتين في اليوم أي كل 12 ساعة، ومن الواضح أن ساعات الصيام طويلة في ألمانيا تصل إلى 20 ساعة، وأنت من أهل الأعذار إن شاء الله، ومن المهم تناول الدواء في موعده، وسوف يوافيك الموقع بالرأي الشرعي لأهل الأعذار إن شاء الله.

وفقك الله لما فيه الخير.
________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ عطية إبراهيم محمد -استشاري طب عام وجراحة وأطفال-.
وتليها إجابة الشيخ/ عمار ناشر- الأخصائي الاجتماعي والشرعي:
________________________________________

- معلوم أن الشريعة الإسلامية تقوم على مبدأ وقاعدة (رفع الحرج والمشقة تجلب التيسير) ولذلك فقد رخص الله تعالى للمريض بالفطر, والقضاء عند زوال العذر في قوله سبحانه : (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر) ثم عقب تعالى في سياق آية الصيام المذكورة بقوله: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).

- فالمرض الذي تحصل به مشقة الصيام هو مناط أي علة الإفطار, والمرجع في معرفة ذلك إلى الطبيب العدل, وهو الصادق في خبره الذي لا يداخلنا في خبره ريبة, أما إذا وقع الشك في خبره لانحراف دينه أو أمانته فالأصل هو اعتبار الطبيب العدل المسلم؛ لضرورة الاحتياط والبعد عن الشبهة والريبة.

- فإذا أفتاك الطبيب العدل المسلم بمقتضى حكم الطبيب غير المسلم فإن ذلك مما تتحصل به الثقة والبعد عن الشبهة, وبالتالي فإنه يجوز لك الإفطار في رمضان لعذر المرض, والحاجة إلى استعمال الدواء في نهار رمضان, لاسيما وأن صيامكم في ألمانيا يقدر بنحو عشرين ساعة, وهي مدة –كما لا يخفى– طويلة.

ويجب عليك القضاء في أيام أخر عند زوال العذر إلى ما قبل رمضان الذي يليه.

- وحكم الإفطار للمريض أنه قد يكون مباحا أو مستحبا أو واجبا بحسب نوع المرض, وحاجة المريض إلى الدواء، فإذا كان المريض -كما يظهر من خلال السؤال– محتاجا للدواء المذكور؛ حيث يترتب على تركه مشقة زائدة غير محتملة, أو يترتب على تركه تأخر البرء والشفاء, فإن المشروع استحبابا على أقل الأحوال هو الإفطار؛ لما سبق من آية عذر المريض في الإفطار من رمضان, ولقاعدة رفع الحرج والمشقة, ولقوله صلى الله عليه وسلم أيضا: (إن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه) رواه أحمد في مسنده وهو صحيح. وفي رواية: (كما يكره أن تؤتى معصيته) وفي هذا تأكيد لمشروعية الأخذ بالرخص الشرعية التي رخصها الله لعباده ووسع لهم فيها, وعدم الاستنكاف والتكبر من استباحة ما أباحته الشريعة.

- أسأل الله لك الشفاء والعافية, وزادك الله حرصا على التمسك بالدين, وحشرنا وإياكم في جملة عباده الصالحين, وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وقراءة القرآن وجعله خالصا لوجهه الكريم, وجعلنا وإياكم من المقبولين ومن عتقائه من نار الجحيم؛ إنه سميع عليم غفو رحيم بر رؤوف جواد كريم.

مواد ذات صلة

الاستشارات