أختي تتعامل معي بأخلاق سيئة وجفاء، فكيف أتعامل معها؟

0 208

السؤال

السلام عليكم.

حدثت مشكلة بيني وبين أختي الكبرى مؤخرا، حيث أننا مختلفان في التفكير، وهي تحب الحديث باستمرار وأنا أفضل الصمت والهدوء، فتظن أني لا أريد الحديث معها.

الخلاف كان على شيء بيني وبين أمي، فجعلت أمي توبخني، وأخذت تشتمني وتذكر سيئاتي وعيوبي، فلم أرد باية كلمة، وكظمت غيظي.

الآن هي لا تتحدث معي، لكني لا أريد أن أقاطعها، لكنها عنيدة وأخلاقها سيئة وقد تجرحني إن كلمتها، علما أنها متزوجة، فماذا أفعل؟ وكيف أتعامل مع الشخصية العصبية العنيدة؟ كما أنها تخرج غضبها علي وترتاح، أما أنا أصمت وأبكي، وهل يجوز أن أحدثها فحسب وأسأل عنها من دون أن أشاركها في خصوصياتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- تصرفك مع أختك هو المأمور به شرعا؛ لقطع الطريق على الشيطان الذي يحاول إفساد العلاقة بين الناس بإثارة الخلاف بأي سبب، وعلى المسلم تفويت الفرصة عليه من خلال الصبر والتحمل، فان الله أثنى على عباده المؤمنين المتقين، فقال سبحانه: ﴿الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين﴾.[آل عمران: ١٣٤].

- بل لو تكرر ذلك الموقف منها فكرري نفس التصرف، حتى تشعر أن هذا خلق لك وأنك تمتثلين أمر الشرع في ذلك، وسيؤثر فيها هذا التعامل ولو بعد حين.

- كظم الغيظ وضبط النفس والصبر على المؤذي والتعامل معه بالإحسان من أنجح الدواء لرد عدوانه وتحويله إلى صديق حميم في المستقبل، قال سبحانه: ﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾.[فصلت: ٣٤].

- طالما هي أكبر منك فأشعريها بالحب والاحترام والتوقير مهما قست عليك، وأيضا أفهميها بالحوار الهادئ طبيعتك وأنك لا تحبين كثرة الحديث، وفعلك هذا ليس تكبرا عليها أو تطنيشا لها، حتى لا تأخذ في نفسها من تصرفك معها وتشعر بأنك غير مقدرة لها.

- لا تقطعي صلتك بها بل تواصلي معها واصبري على ما يأتيك منها من تصرف غير لائق، وتعاملي معها بأخلاقك الحميدة، وكوني قدوة لها في ذلك، وأتوقع ستتغير تصرفاتها نحو الأفضل بسبب هذا التعامل الحسن.

- ليس بالضرورة أن تطلعيها على كل تفاصيل حياتك إلا إذا كان في ذلك مصلحة لك، تشجعك على الخير وتدلك عليه.

- المحافظة على الصلوات والطاعات والقربات والابتعاد عن المعاصي والسيئات والتوبة والاستغفار مما حصل من تقصير، فإن ضنك النفس وقلقها وتعاستها أثر من آثار المعصية، وسعادتها وانشراحها أثر من آثار الطاعات والقربات، قال سبحانه:﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى﴾[طه: ١٢٤].

- عليك بالدعاء والذكر والاستغفار وقراءة القرآن كلما شعرتي بمشاعر سلبية نحو أختك، وإن شاء الله تتغير حياتك نحو الأفضل.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات