أشعر بضيق التنفس والخدر والتنميل عند النزاع والمشاجرة، ساعدوني

0 193

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير.

عند مواجهة الأشخاص في نزاع ومشاجرة، بمعنى آخر قتال، فإن جسدي يصاب بالتنميل، ولا يمكنني رفع يدي والوقوف بسبب الثقل، أحس بالخدر في جسدي كاملا، ولدي ألم في المعدة، يشبه وجود سلسلة في المعدة وشخص يحاول سحبني من ظهري، هذا ألم يمنعني من الحركة، فأضطر لاستقبال اللكمات والضرب دون فعل شيء، ولا حتى رفع يدي لحماية وجهي، وأعاني من ضيق النفس بشكل شديد، لدرجة أنني أشعر بالاختناق لحد الموت، وهذا الشيء يجعلني أكره نفسي، وأحيانا أقوم بجرح يدي وذراعي لمعاقبة نفسي، وبسبب احتقاري لذاتي، وشعوري بأنني عديم الفائدة.

أنا مدخن، وزني ١٣٥ كجم، وطولي ١٧٢ سم، لا أتمرن ولكن عندي رغبة لذلك، لكن أمتنع بسبب الوحدة، ولا يوجد من يحفزني، و-الحمد لله- لا أعاني من السكر أو الضغط، أعاني من القولون، لا أعلم إذا كان القولون العصبي أم الهضمي، لأنه يهيج عند الأكل.

هل أعاني من ضعف الأعصاب؟ أعلم ما سوف تقولونه حول ضرورة الابتعاد عن المشاكل، والله أنا مسالم، لكن ذلك يحدث أحيانا ولا إراديا، علما أنني غير متزوج، وأريد حلا.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تعاني منه يسمى بتناذر فرط التهوية hyperventilation syndrom، أو فرط التنفس، فهو يفسر كل الأعراض التي تشكو منها، وهو زيادة عدد مرات التنفس لسبب من الأسباب التالية:
- الخوف.
- الغضب.
- الألم.
- الاكتئاب.
- الانفعالات العاطفية والإثارة.

وأعراض هذا المرض تكون عند حصول أي انفعال نفسي من الأمور التي تم ذكرها، فإنه مع الانفعال يحصل زيادة عدد مرات التنفس، حيث يلاحظ على المريض التنفس السريع، وتتالى حركات التنفس العميق، ويرافق ذلك الشعور بضيق النفس، ومع استمرار الحالة فإنه ينقص الكالسيوم في الدم، وبسبب نزول نسبة الكالسيوم في الدم، فقد يحصل اختلال مسير السيال العصبي في نهاية الأطراف، مثل أصابع الأيدي، وطرف الأنف والشفاه، حيث يشكو المرضى من فقدان الإحساس في الأصابع، أو تنميل في نهاية الأطراف، وفي الحالات الشديدة قد يحصل تشنج في أصابع اليدين، وبخاصة (تكزز) الأيدي عند استمرار فرط التنفس، وقد يظهر ذلك كتشنج لأصابع اليد، وفي بعض الحالات يصاب المريض بدوار أو إغماء مؤقت.

وعلى الأكثر فإن هذا ما يحصل معك، وهو التكزز بسبب نقص الكالسيوم في اليد، وهذا يعيق حركة المريض، وعدم قدرته على الحركة.

ويتم غالبا تشخيص فرط التنفس من خلال ملاحظة أعراضه الواضحة على المريض، وربطها بوضع المريض العام، فعندما يكون الخوف أو القلق النفسي، وأحيانا الهيجان العصبي واضحا، ويرافقه ظهور أعراض واضحة لفرط التنفس مثل التكزز، أو الشكوى من تنميل الأصابع، فإن التشخيص يكون واضحا.

لتشخيص الحالة يقوم طبيب الطوارئ بإجراء تحليل غازات الدم الشرياني، والذي يظهر هبوط في الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون، وتغير حموضة الدم، كما يظهر مستوى الأكسجين الطبيعي، أو حتى الزائد، وعدم وجود خلل تنفسي مرضي يدعو لزيادة وتيرة التنفس.

وعند تحليل الدم للكالسيوم المؤين ionized calcium منخفضة.

والعلاج يكون بأن يتم تهدئة المريض، وأحيانا يضع الطبيب كيسا من ورق حول رأس المريض كي يتنفس داخل الكيس، وبالتالي فإن نسبة ثاني أكسيد الكربون تعود إلى طبيعتها، وقد يلزم أحيانا إعطاء المريض بعض المهدئات كي يهدأ وتعود الأمور لطبيعتها خلال فترة قصيرة، وهذا الأمر فيزيولوجي، فقد لا يحصل مرة أخرى، إن استطعت ضبط تنفسك في حال الغضب أو الانزعاج.

ستطيع الأشخاص الذين يصابون بضيق التنفس السيطرة على هذه الإصابات، بمحاولة إبطاء سرعة التنفس لديهم، وذلك عندما يشعرون بظهور أعراض الحالة، كما أنهم يستطيعون ممارسة وسائل أخرى لتخفيف الإرهاق والإجهاد لديهم، وذلك للسيطرة على قلقهم.

العلاج على المدى لفرط التنفس يكون في البحث عن أسباب الانفعال النفسي وعلاجها، وهذا يتطلب أحيانا عرض المريض على الاختصاصي أو المعالج النفسي.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات