السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ سنة تقريبا من آلام في الصدر مع ضيق التنفس وخفقان في القلب مستمر، ذهبت لأكثر من طبيب قلب، وكانت الفحوصات كلها سليمة، مثل: كشف سريري بالسماعة، رسم قلب، إيكو، تحليل الغدة الدرقية، صورة دم كاملة، الدهون الثلاثية، الكوليسترول، ووظائف الكبد.
لا أعرف ما سبب الخفقان؟ ذهبت إلى طبيب، فووصف لي ريميرون 30 نصف حبة بعد العشاء لمدة شهرين، ارتحت جدا في البداية، بعد ذلك لم أشعر بتأثير الدواء، وعاد الخفقان والخوف المستمر من أمراض القلب أو الموت المفاجئ بسبب هذا الخفقان.
دلوني ماذا أفعل؟ ازدادت حالتي سوءا، وعندي أرق شديد، هل أرفع جرعة الريمرون إلى حبة؟ وما هو أعراضه الجانبية؟ حيث أني قرأت أنه يرفع الكوليسترول، وله تأثير سلبي على القلب.
أرجو الرد، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يجب أن تعلم أنك لست مريض قلب لأنك شاب في العشرينات من العمر، ولأنك قمت بعمل الكثير من الفحوصات الطبية، وقمت بزيارة العديد من أطباء القلب، وأكدوا لك سلامة فحوصات القلب والفحوصات الطبية الأخرى مثل رسم قلب والإيكو وتحليل الغدة الدرقية وصورة الدم الكاملة وفحص الدهون الثلاثية وفحص الكوليسترول ووظائف الكبد، وهذا دليل على أن ضيق التنفس وخفقان القلب ليس له علاقة مباشرة بأمراض القلب، ولكن له أسباب أخرى.
وقد وضح لك المستشارين في الاستشارات السابقة احتمال معاناتك من الرهاب أو الخوف المرضي Phobia، وهو مرض موصوف في الطب النفسي وله صور وأشكال متعددة، منها الخوف من الأماكن المغلقة، والخوف من المرتفعات، والخوف من بعض الحيوانات والزواحف، والخوف من الموت، والخوف من المرض.
والرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد، مفرط، غير عقلاني، ينطوي على شعور بالخطر وخوف من الأذى، فمثلا من يخاف من أمراض القلب يعاني من خفقان وضيق التنفس وخوف من الموت، ولذلك يظل دائم التردد على العيادات الطبية.
وفي بعض الأحيان يتحول الخوف الطبيعي إلى حالة مرضية، يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد والرعشة الشديدة والتعرق الغزير، ويصاب بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالإغماء، كما يعاني المريض من برودة وارتجاف الأطراف ودوار شديد والشعور بالغثيان والقيء وضيق التنفس والشعور بالاختناق، مع ألم واضطرابات في المعدة وتسارع نبض القلب وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.
وعلاج الخوف المرضي، بالإضافة إلى الأدوية، يتم بالتكيف مثل الاسترخاء والهدوء ذهنيا وجسديا بدلا من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى، ويؤدي ذلك لزوال الرهاب تدريجيا.
وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم: ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصا يشاركهم مشكلته ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه، الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيدا، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.
والعلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا من خلال تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والرهاب، ومن بينها ريمورون أو remoron 30 mg أو مثل escitalopram أو (Cipralex) وهناك sertraline أو (Lustral)، ولكن من الأفضل المتابعة مع الطبيب النفسي، مع تلك الأدوية، لمدة لا تقل عن عام حتى تعطي نتائج جيدة.
وفقك الله لما فيه الخير.