السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على ما تقدمونه من خير.
أنا أعاني من صوت صفير بالأذنين، وهذا حدث قبل يومين بعدما سمعت صوتا داخل الأذن مثل الهواء، وهذا الصوت مزعج جدا، حيث أني لا أستطيع تحمله لأني أشعر أن الصوت في رأسي، وفي حالة سد الأذنين بأصابعي أشعر أن الصوت داخل الرأس، والصوت يشبه صوت حرف س أو ص لكنه مستمر، وعندما أتخيل أنه يزيد؛ فعلا يزيد ويصبح الصوت عاليا.
أنا لا أعاني من شيء سوى قلق، وبعدما بدأت أتحسن من حالة القلق حدث هذا الأمر وعاد القلق من جديد، وفي الضوضاء لا أسمع هذا الصوت لكني أسمعه عندما أجلس في مكان هادئ، ولا أعلم هل هي حالة نفسية أم ماذا! لكني غير مرتاح من هذا الصوت، فهو مزعج وكأن الصفير يحصل في رأسي، وأنا أتناول دواء السيرترالين للقلق منذ يومين نصف حبة يوميا كما وصفتم لي، لكني فترات أشعر بأني متحسن وفترات أخرى أشعر أني غير مرتاح، فقبل النوم أشعر أني بحالة جيدة، وهذا بعد تناول الدواء، وعندما أنام وأستيقظ أجد نفسي غير مرتاح كثيرا.
أرجو منكم أن توضحوا لي سبب صوت الصفير، وما علي فعله؟ ولماذا يزداد عندما أتخيل أنه يزداد؟ وعندما أحرك رأسي بشكل ملحوظ يتحول الصفير إلى صوت يشبه صوت الطائرة لكنه غير عال، وبعد ثوان قليلة يرجع إلى صوت صفير، هل يمكن أن يكون هذا الصوت هلاوس سمعية أم لا؟ وما هي أعراض الهلاوس السمعية؟ وكيف يتم تحديدها؟ وهل هي مستمرة طوال الوقت؟
أنا أنتظر جوابكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الصوت الذي تتكلم عنه حدث لك فجأة وربما يكون مرتبطا بعلة بسيطة في الأذن الداخلية، دخول شيء من الماء إلى الأذن أثناء الاستحمام، وجود شمع التهابات بسيطة، هذا كله -أيها الفاضل الكريم- قد يؤدي إلى مثل هذه الأصوات، ونحن نعتبرها أصواتا بدائية وليست هلاوس سمعية حقيقية، فأرجو أن تطمئن على الأقل في هذه المرحلة لا نستطيع أن نقول أنها هلاوس سمعية.
وأنت بطبعك لديك شيء من القلق والتوتر، وهذه الظاهرة زادت من قلقك وتوترك، مما جعلك تعيش في نوع من الدوامة أو الحلقة المفرغة، اطمئن إن هذا الأمر غالبا القلق قد لعب فيه دورا، وما دمت بدأت تتحسن بالسيرترالين فهذا دليل أكيد أن القلق هو المحرك الأساسي لهذا الصوت، وتخوفك من الهلاوس السمعية أو ربما الأمراض النفسية الشديدة جعلك أيضا تكون حساسا جدا حيال هذا الصوت.
أيها الفاضل الكريم: من المفترض أن تذهب إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة ليقوم بفحص أذنك هذا مهم جدا، كما ذكرت لك دخول المياه البسيطة في أثناء الاستحمام، وجود شمع، وجود أوساخ، وجود التهاب في أطراف الأعصاب هذا كله قد يؤدي إلى هذه الحالة.
فللإطمئنان والتأكيد أرجو أن تقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة، والجانب النفسي واضح وهو أن القلق قد لعب فيه دورا، أريدك أن تستمر على السيرترالين دواء ممتاز، دواء فاعل جدا تناوله بنصف حبة كما تفضلت لمدة أسبوعين مثلا، ثم اجعلها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله، ويمكنك أن تدعم السيرترالين بدواء آخر يعرف باسم دوجماتيل واسمه العلمي سلبرايد تناوله بجرعة كبسولة واحدة 50 مليجرام في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، الدوجماتيل أيضا دواء فاعل جدا لمثل هذه الأعراض النفسوجسدية.
الأمر الآخر -أخي الكريم- قطعا هو أن تصرف انتباهك عن هذا الصوت ولا تهتم به وتجاهله، وذلك بعد أن تقوم بالخطوات التي ذكرناها لك، أولا طبيب الأنف والأذن والحنجرة، تناول الدوائين كما وصفنا لك، وأريدك أيضا أن تمارس أي نوع من الرياضة الخفيفة، وأن تحسن إدارة وقتك، هذا كله يساعدك وفي نهاية الأمر أنا على درجة عالية من اليقين أن هذه ليست بداية لهلاوس سمعية، أرجو أن تطمئن كلها مرتبطة بالقلق، وربما يكون هنالك شيء قطبي بسيط يمكن إزالته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.