السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل الشكر والتقدير على جهودكم، وتقبل الله منكم.
أنا شاب أعاني من شد عضلي في أسفل الظهر والأكتاف، وشد مزعج أسفل الرأس والرقبة وفروة الرأس والوجه، ومنذ أكثر من سنة والشد متركز في الجهة اليمنى للكتف، وأسفل الأذن اليمنى، وأشعر بعصب ممتد من خلف الأذن تقريبا إلى كتف الذراع اليمنى، أشعر به عندما أمد يدي من بعيد، وأشعر به يشد إصبع الإبهام، وإن أبعدت ذراعي أكثر أشعر بأنه سينقطع، وكذلك في الجهة اليسرى بشكل أقل.
بالإضافة لذلك، غالبا ما يزداد الشد وينقص، مع طقطقة غريبة في عضلات الرقبة، وأشعر أن أذناي مغلقتان، وبهما شد، فأضع إصبعي داخل الأذن للتخفيف من الشد، لكن دون فائدة، وأشعر بعدم الراحة في حلقي وأنفي، وأشعر بوجود بلغم عالق بالحلق، وتهيج بالجيوب الأنفية، وطقطقة في منتصف الصدر عندما أمدد الصدر، وصعوبة التنفس إلا بعد عدة محاولات، وأشعر بانتفاخ وعدم ارتياح في المعدة أحيانا، ولا أرتاح في نومي أيضا.
كل ذلك يخف قليلا بالجلوس أو الاستلقاء والاسترخاء، والتركيز على أماكن الشد دون الحركة لمدة طويلة تمتد إلى ساعات، والتركيز على أماكن الشد، وتحريك رقبتي ويدي وأكتافي بحركات دقيقة جدا، ثم أشعر ببعض الاسترخاء والراحة بالتنفس، وخروج البلغم، وتخف الحساسية التي بالأنف.
عند الاسترخاء يحدث بعضلة التربيس اليمنى انقباض وانفلات سريع بالعضلة، وأشعر بالارتياح بعدها، فهل السباحة والرياضة مفيدة، وما الفحوصات والصور المطلوبة في هذه الحالة؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن الشد العضلي شائع جدا، خاصة عند الشباب بسبب الجلوس الطويل على الكمبيوتر، مع ثني الرقبة إلى الأمام، وهم عاكفون على الهاتف الجوال، والرقبة أكثر مناطق الشد العضلي، لأن عضلات الرقبة تبذل جهدا كبيرا في حمل الرأس عند ميله للأمام، وإبقاء العضلات مشدودة دون علاج السبب سوف يسبب استمرار الآلام، وقد تستمر سنوات إن لم يتم البحث عن الوضعية التي سببت هذه الآلام والتخلص منها، ويمكنك التأكد من أن السبب هو شد عضلي، بأن تميل رأسك ورقبتك إلى الاتجاه الآخر، أي للجهة غير المؤلمة، فإن هذا الألم يزيد، وإن أملت الرأس إلى الجهة المؤلمة ورفعت الكتف فإن الألم يخف.
والسبب في هذا الألم أو الشد العضلي -كما ذكرنا- هو الجلوس الطويل على الكمبيوتر، أو الموبايل، فإن كل هذا يؤدي إلى شد عضلي قد يكون في طرف واحد، أو في الطرفين، وقد يكون في جانب الرقبة، أو في أعلى الرقبة، وقد ينتشر إلى أعلى، أي إلى أعلى الرقبة، وإلى الرأس مسببا صداعا، وأحيانا حول الأذن أو العين، ويمكنك رؤية ذلك إذا بحثت في محرك البحث على myofascial pain، فستجد أن معظم عضلات الجسم يمكن أن تحصل فيها هذه الآلام، إلا أن الرقبة هي أكثر المناطق تأثرا.
وأهم شيء في العلاج في مثل هذه الحالات هو تجنب الوضعيات غير الصحية للرأس والرقبة، وإجراء علاج طبيعي للتخلص من الشد، وإلا فإن استمرار هذا الوضع، وإرهاق عضلات الرقبة بالوضعيات التي ذكرتها، والاستمرار بالجلوس على هذه الأجهزة وأنت منحنى الرقبة، فإن الأمور قد تستمر سنوات طويلة، وكلما طالت المدة على الشد العضلي فإن عودة الأمور إلى الوضع الطبيعي تتطلب سنوات، وقد لا تعود في بعض الحالات، وتبقى الرقبة عرضة لهذه الآلام كلما زاد الجهد عليها، وتزداد الأعراض مع التوتر والقلق ويمكن أن تخف مع الارتياح النفسي والراحة.
عليك بمراجعة العلاج الطبيعي؛ لإجراء تمارين للرقبة لتمديد العضلات وتقويتها، ثم يمكن أن تجريها بنفسك، والأدوية تسكن الآلام، ولكنها دون تصحيح وضعية الرقبة لن تحل المشكلة، وهناك تمارين خاصة باستخدام كرة التنس تجده على الموقع التالي:
tennis ball myofascial pain release
إن الجلوس الطويل يؤدي إلى ضعف العضلات، لذا يجب أن تعطي نفسك فرصة لإجراء رياضات منها: المشي، والجري، وتمارين تقوية العضلات، ومن ناحية أخرى فإنه يجب تناول الفيتامين (د 50000) وحدة، كل أسبوع مرة.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.