السؤال
السلام عليكم.
تناقشت مع زوجتي حول بقائها بجانب أهلها خلال فترة الاحتفال بزواج أخيها، علما أننا نقطن في ولاية بعيدا عن أهلها، وقد اتفقنا على بقائها لمدة نصف شهر، وقد طلبت مني البقاء لمدة أسبوع بعد الزواج للذهاب إلى البحر مع أهلها إذا لم أستطع الخروج بها، فطلبت منها أن تعود إلى منزلنا بعد انتهاء الزواج دون إضافة أسبوع، وقد فهمت من ردة فعلها أنها ستفرض رأيها علي، وستبقى أسبوعا إضافيا فغضبت، وقلت لها سأستدعي لك عدلا منفذا لكي تعودي لمنزلك فغضبت، وغادرت المنزل في اتجاه منزل أهلها، وتفاهمت مع والدها كي تعود بعد أن تفهم ما حدث، ومع عودتها سلمت ثلاث مرات ولم تجبني إلا في المرة الثالثة، ولم تلتفت إلي وبقيت لمدة ثلاثة أيام لا تبيت معي في الفراش، وتقوم بواجباتها المنزلية.
من المقصر في حق الآخر في هذه الوضعية؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نعيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أخي الكريم في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
بما أنكما تسكنان في ولاية أخرى بعيدة عن سكن أهلها، فينبغي أن تتفهم وضع زوجتك ولا تشد عليها في مثل هذه الظروف، خاصة إن كنت منشغلا، ولا تجد الوقت لكي تخرج معها لتغيير جو البيت الرتيب.
المرأة صاحبة مشاعر رقيقة ينبغي مراعاتها، فكلمة قاسية وتصرف شديد تغيرها، وأخرى فيها اللين والرفق ومراعاة ظروفها تجعلها كالحلقة بأصبعك.
لتكن قاعدتك في التعامل مع زوجتك قول نبينا عليه الصلاة والسلام: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).
أرى أن زوجتك لم تطلب مدة كبيرة؛ لأن فترة الزواج سيكون الجميع منشغلين ولن تأخذ راحتها معهم.
الشيطان حريص على إثارة المشاكل الزوجية، ومن هنا ينبغي أن تسد جميع الأبواب أمامه؛ لأن أحب شيء إليه هو أن يفارق الزوج زوجته.
أرى أن تشكر زوجتك على إطاعة أمرك وعودتها في الوقت الذي طلبت مع الاعتذار لها عن شدة تصرفك معها، ووعدها بأن تعوضها مرة أخرى.
من طبيعة الإنسان أن يغضب إذا لم يلب طلبه، فكيف بالمرأة صاحبة الشعور الرقيق التي تحب أن تراعى مشاعرها وحاجتها لتغيير الأجواء والترويح عن النفس.
كونها لم ترد عليك السلام إلا في المرة الثالثة، ولم تبت معك في الفراش إلا بعد ثلاثة أيام ناتج عن غضبها، لكن -أخي الكريم- ينبغي أن يكون عندك سياسة في التعامل مع زوجتك، وينبغي أن تفقه نفسيتها، فالمرأة ليست كالرجل، وكونك تريد أن تتعامل معها كالرجل خطأ كبير ومصادم للفطرة.
لا ينبغي أن تحاسب على كل صغيرة وكبيرة، فذلك مفسد للحياة الزوجية، بل تعود على أن تغض طرفك، وتعرض عن بعض الهفوات والزلات مع التوجيه في الوقت المناسب، وبالكلمة الطيبة.
أرى أن من إيجابياتها أنها كانت تقوم بواجباتها المنزلية رغم غضبها، وهذا أمر تشكر عليه.
تختلف النساء في موضوع المعاشرة، فمنهن من لا تقبل ذلك إلا حين تكون نفسيتها طيبة حتى ولو لم تكن ثمت مشكلة، فكيف وزوجتك مغضبة.
لا تتعامل مع الأحداث بسطحية، فهنالك مسببات أدت بزوجتك لذلك التصرف، ولا تنس أنك كنت سببا في ذلك.
لن يضرك شيء لو اعتذرت منها، وستجدها بإذن الله تجري إليك تعانقك، وتعتذر هي الأخرى، وإياك أن تقع في مثل هذا في المستقبل، فكن حليما رحيما، فالراحمون يرحمهم الرحمن، وكلما كان التفاهم بينكما موجودا ابتعدتم عن المشاكل.
قدم لها هدية رمزية، فالهدية ستستل ما في قلبها، وهي عنوان المحبة وبريدها، وستجد أن حبك يتعمق في قلبها، يقول نبينا عليه الصلاة والسلام: (تهادوا تحابوا).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يسعدكما، ويقذف المحبة في قلوبكما، والله الموفق.