السؤال
السلام عليكم.
عمري 22 سنة، طالبة بقسم الصيدلة، شربت كوبين من القهوة فارق الوقت بينهما ساعات، وبعدها شعرت بتزايد في نبضات القلب، وأحسست بالموت.
ذهبت إلى المستشفى، وأخبرني الطبيب بأنه انخفاض بالضغط، بعدها بأسبوع شعرت أني سوف أموت، وشعرت بدوخة وخوف شديد من نفسي، وصرت مستغربة أني كائن بشري يرى ويتحرك، وبدأت أهلوس في دراستي.
ذهبت للمشفى وعملت CBC، وكان الهيموجلوبين 13، وعملت فحصا للأذن والحنجرة، وكانت سليمة، فذهبت لطبيب باطنية، أخبرني أنه بسبب نقص فيتامين (د)، وكان 18، فصرف لي إبرة فيتامين (د) في العضل مع كالسيوم، والآن أتممت 6 إبر في مدة 3 شهور.
الآن خف شعور الخوف والتغرب، حيث أحاول أن أشغل نفسي بأفكار أخرى، لكني ما زلت أعاني من عدم التوازن، وأشعر أني أسحب من خلف رأسي، فهل هذا فعلا بسبب نقص فيتامين (د)؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخذ عدة حقن من فيتامين (د) كفيلة برفع نسبته فوق 30 إلى 50، وهي النسبة القياسية المناسبة، ولا داعي لمزيد من الحقن، ولكن من المهم تناول الكبسولات اليومية جرعة 1000 وحدة دولية، مع تناول المزيد من الحليب؛ لأن فيتامين (د) والكالسيوم مهمان لعلاج آلام المفاصل وتقوية العظام.
وقد يؤدي تناول القهوة المتكرر إلى تسارع نبض القلب لفترة قصيرة؛ لاحتوائه على منشطات للمخ ثم يعود إلى طبيعته مرة أخرى، ولكن هبوط الضغط أمر مختلف، حيث تعاني الفتيات من هبوط الضغط نتيجة فقر الدم، ونتيجة غزارة الدورة الشهرية، ونتيجة سوء التغذية ونقص كمية السوائل التي يتم تناولها يوميا، ولذلك من المهم قياس ضغط الدم وتناول المزيد من السوائل والمخللات التي تحتوي على ملح الطعام الضروري لضبط ضغط الدم المنخفض.
وقد يصاب الإنسان بحالة نفسية موصوفة في الطب النفسي تسمى الهلع أو panic disorder، وهي حالة نفسية تنتاب المريض نتيجة لتعرضه لحادث مرعب أو مؤلم أو تجربة صحية أو اجتماعية مؤلمة تؤدي إلى خلل في وظائف هرمون مهم جدا موجود في المخ لتوصيل الإشارات العصبية، وهو هرمون السيروتينين.
ويصاحب تلك الحالة ضيق التنفس المفاجئ، والخوف الشديد من الموت، والارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، واحمرار الوجه مع الرعشة مع الشعور بخفقان كبير وتسارع نبض القلب، وزغللة في العيون، ورغبة في التقيؤ، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مصحوبا بدوار، ويتخلل كل هذه الأعراض هلع شديد وانطباع لدى المريض بأن الموت يقترب منه، وبأن مكروها سوف يلحق به.
ونوبات الهلع هذه تتعلق أولا وأساسا بأسباب نفسية, وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها أو إحباط يعيشه الشخص؛ ولذلك فإن العلاج يبدأ بمعرفة طبيعة المرض ويسمى ذلك بالعلاج المعرفي، مع ضرورة متابعة الحالة مع استشاري نفسي لعمل جسات تحليل نفسي لتقوية عنصر التفكير الإيجابي، وهذا يساعد كثيرا في علاج تلك الحالة.
ولا مانع من تناول تناول أقراص Prozac 20 mg لمدة لا تقل عن 6 شهور إلى عام كامل؛ وذلك للتخفيف من حدة نوبات الهلع، وعلاجها تماما، أو تناول cipralex 10 mg لنفس المدة، مع ضرورة فحص فيتامين B12 وفحص صورة الدم CBC وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، مع المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين وقراءة ورد من القرآن والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن.
وفقك الله لما فيه الخير.