السؤال
السلام عليكم.
أتوتر أحيانا وأبلع الطعام بدون مضغه جيدا، أو بدون مضغ إطلاقا لينزل وكأنه ارتطم بالمعدة، فتنقبض المعدة (أو الأمعاء أو الاثنين معا، لا أعلم تحديدا) ولكن يحدث انقباض شديد في بطني، وأحيانا يصل الشد إلى فتحة الشرج، ويستمر الانقباض معي لأيام أو لأسبوع أو أكثر، على حسب كمية الطعام الذي بلعته بدون مضغ أو الذي ارتطم بمعدتي، (كأني شرقت).
هذا الشد لا يحدث لي إطلاقا مهما توترت أو تعصبت أو فرحت أو حزنت، لا يحدث إطلاقا إلا إذا بلعت بدون مضغ أو شرقت، (ارتطم الأكل بمعدتي)، وهذا الذي يحدث بسبب التوتر والتفكير الكثير جدا.
عانيت 11 عاما من مشاكل بالجهاز الهضمي، بدأت بقرح سطحية في المعدة لم نعلم عنها إلا بعد عام من حدوثها، وظللت طول العام أعاني وأزور الأطباء، مما أثر على حالتي النفسية بشكل سلبي جدا.
صرت أعاني من التوتر والتفكير الكثير بمشكلتي الصحية، ويتسبب هذا بالبلع بصورة خاطئة، فتسبب الانقباض الشديد ببطني، فهل هذا الانقباض الذي يدوم لأيام أمر طبيعي؟ وإذا كان مرضا فما اسمه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شخص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العملية الهضمية للطعام عادة تبدأ من الفم، والمضغ الجيد للطعام هو أول خطوات الهضم، فإذا لم يتم مضغ الأكل جيدا فهذا يؤدي إلى سوء هضم ومشاكل بالجهاز الهضمي من انقباضات وغيرها، وهذا ما حدث معك.
أخي الكريم: لا أدري هل عدم المضغ الجيد هو عرض من أعراض التوتر والقلق أم فقط الاستعجال أم العادة؟ هذا يحتاج إلى فحص وتدقيق حتى نصل إلى السبب الرئيسي لعدم مضغ الطعام جيدا، وأحسب أنك قابلت كثيرين من أطباء الجهاز الهضمي ولم تجد جوابا، وقد يكون هذا سبب المعاناة النفسية التي عانيتها كما ذكرت.
في الطب النفسي ليس عندنا اسم معين لمرض يسبب الانقباض الذي يحدث لعدة أيام، ولكنه قد يكون جزءا من مشكلة نفسية عامة، وغالبا ما تكون هذه المشكلة النفسية توترا وقلقا، إذا لا أستطيع إجابتك في هذه الاستشارة، ولكن طالما زرت أطباء كثر من أطباء الجهاز الهضمي فعليك بزيارة طبيب نفسي.
أخي الكريم: في حالتك زيارة الطبيب النفسي مهمة جدا، لأنه من دون أخذ تاريخ مرضي مفصل ودقيق وفحص الحالة العقلية عن طريق اللقاء المباشر، فلا يمكن تشخيص المشكلة، وبالتالي لا يمكن وضع خطة علاجية لمساعدتك والحد من معاناتك.
وفقك الله وسدد خطاك.
_____________________________________
انتهت إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر، استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة د. محمد مازن. تخصص باطنية وكلى
إن الأعراض التي ذكرتها في الاستشارة، وهي الانقباض في المعدة وفي البطن، تعتبر أعراضا لا نوعية، ولا تدل على إصابة مرضية محددة، وإنما هي نتيجة حالة من القلق والتوتر، والتفكير الزائد بالمرض الذي تعاني منه.
أنصحك باتباع تعليمات د. عبد العزيز، بضرورة المتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية، وذلك لإجراء الدراسة الطبية اللازمة، ووضع الخطة العلاجية التي تتماشى مع حالتك الصحية، وإليك بعض النصائح التي تساعدك على الاسترخاء، وتناسي المرض في المرحلة الحالية:
يمكنك علاج هذه الأعراض بمحاولة تجاهلها وتناسيها، ومحاولة الانشغال ببعض النشاطات الاجتماعية أو الرياضية أو الدينية أو الثقافية، ومن العوامل المساعدة على الاسترخاء تنظيم أوقات النوم، وتحديد ساعات معينة لذلك، والتخفيف بصورة كبيرة من استعمال الأجهزة الالكترونية، مع التخفيف من المنبهات ( الشاي والقهوة) والمشروبات الغازية وخاصة الكولا.
من المأكولات المساعدة: المأكولات البحرية بصورة عامة، والخضراوات الطازجة، والبيض، وكذلك الشوكولاته النقية، لما لها من تأثيرات مهدئة وتساعد في تحسين المزاج.
كذلك توجد بعض المشروبات التي تساعد على الاسترخاء، والتخفيف من التوتر والقلق، مثل: الكمون والبابونج واليانسون والنعناع وعصير الليمون والبرتقال، مع ممارسة الرياضة اليومية، وخاصة رياضة المشي والسباحة، إذ يعتبران من العوامل المساعدة على الاسترخاء، كما ينصح بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
نرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.