السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لجهودكم المبذولة لهذا الموقع، أتمنى من الله أن يبارك لكم ويجعله في ميزان حسناتكم.
أنا بعمر 25 سنة، جامعية، عشت في منطقة بعيدة عن مجتمعي منذ طفولتي، ولذلك لم أتمسك بالعادات والتقاليد كثيرا، علما أن والدي ملتزمان، وقد تربيت تربية دينية.
أعاني من صعوبة التأقلم مع المجتمع، حيث أسافر مع والدي لمنطقتنا في المناسبات، ولا أستطيع تقبل تدخلات الأسرة في قراراتنا، حيث أرى أنهم يتدخلون في أشياء ليست من حقهم مثل الزواج، فهم يرفضون زواجي من خارج الأسرة، علما أنه تقدم لي خاطب من خارج الأسرة وتم رفضه بسببهم.
أين الدين والعدل؟ ألم يقل الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، لماذا لا يحق لي الاختيار؟ لماذا يجب علي الاختيار من نفس القبيلة؟ هل من المعقول أن يتم رفض شخص جيد لأنه ليس من العائلة، وبسبب قرارت مبنية على جهل وتعصب، وعندما أناقش الأمر مع أحد من الأهل يرى أني أخالف عرفا عظيما في القبيلة، مما جعلني لم أعد أستطيع أن أنتج في حياتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك التواصل مع موقع الشبكة الإسلامية إسلام ويب، والموقع في خدمتك دائما، وأما الجواب على ما ذكرت:
- بداية نحيي فيك المعرفة الجيدة بأحكام الشريعة وخاصة أنك متدينة، وتحرصين على الزواج بشاب متدين، فعلى هذا فابشري بخير -بإذن الله تعالى-.
- ثم عليك بالأخذ بالأسباب الشرعية لتيسير الزواج والتي منها الاستعانة بالله تعالى، والتضرع إليه بالدعاء، ومن ذلك المدوامة على العمل الصالح من صلاة وصيام وصدقة ونحوه، قال تعالى: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا"، ومما يعين أيضا كثرة الذكر والاستغفار، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وسيأتي الفرج -بإذن الله تعالى-.
- ثم اعلمي أن لك الحق شرعا في القبول أو الرفض لمن يتقدم لك يطلب الزواج، ولا يصح أن تكون عادة الزواج من القبيلة لازمة عليك في الاختيار، ولكن هذه العادة أصبحت متجذرة وملزمة للفتاة، ولذلك أنت بحاجة إلى إجراء حوار صريح مع الوالدة والوالد والإخوة لمحاولة إقناعهم بعدم جدوى هذه العادة، وأنها مخالفة للشرع، وأن ضررها أكبر من نفعها.
- أخيرا إذا وجد إصرار من الأهل على الزواج من أبناء القبيلة، وأنهم لا يستطيعون مخالفة هذه العادة خوفا من غضب أهل القبيلة كما ذكرت، فأنصحك وحتى لا يفوتك قطار الزواج أن تقبلي بأحسن شاب من القبيلة تدينا وصلاحا، فالزواج من هذا الشاب خير من العنوسة، ولعل في ذلك خير -إن شاء الله-.
وفقك الله لمرضاته.