السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: شكرا لكم على هذا الموقع الرائع جدا، وأسال الله تعالى أن يجعله في موازين حسناتكم، كما أسال الله تعالى أن يجزيك يا دكتور محمد بالحسنات إحسانا، وبالسيئات عفوا وغفرانا، وأن ييسر الله أمرك ودربك، وأن يجمعنا بك ومن نحب في دار كرامته ومستقر رحمته يا رب العالمين.
قبل ما يقارب السنة أصبت بنوبات الهلع، ووسواس قهري، وأخذت عقار باروكسات لمدة تقريبا 8 أشهر، وبفضل الله تعالجت من الوسواس القهري، ولكن ما زالت نوبات الهلع موجودة، وتناقشت مع طبيبي، وحولني على عقار سبرالكس والآن لي ما يقارب الشهرين، ووصلت لجرعة 20 مل -الحمد لله- تحسنت كثيرا، وللعلم خلال السنة أتتني 3 نوبات فقط، ولكن بعد قراءتي في الانترنت عن نوبات الهلع انصدمت بأن أناسا جلست معهم نوبات الهلع 20 سنة وآخرين 14سنة، فأصبحت أتخيل بأني سأعاني منها لمدة 20 سنة.
مع العلم بأني أرى في نفسي التحسن، ولكن دائما يغلب على ظني أني سوف أعاني منها سنوات فتضيق في الحياة، وأبدأ في التفكير بهذا الأمر، فيا ليت -يا دكتور- تبين لي هذه الحالة، وهل فعلا سأعاني منها لسنوات طوال؟ وهل لنوبات الهلع أضرار أم لا؟
وشكرا جزيلا على كل ما تقدمه من نصائح وإرشادات للجميع، لا حرمك الله الأجر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك – أخي – على دعواتك الصالحات وكلماتك الطيبة، أسأل الله تعالى أن يتقبل، وأسأله سبحانه أن ينفع بنا جميعا، بارك الله فيك - أخي الكريم – وأسأل الله تعالى لنا ولكم العافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
أخي الكريم: لا شك أن نوبات الهلع والهرع حين تكون مصحوبة بشيء من الوسوسة تجعل الإنسان يقنط كثيرا حول كل شيء.
أرجو ألا تنزعج – أخي الكريم – ما اطلعت عليه وما قرأته أوضح لك حقائقه:
أولا: من الأكيد والثابت أن خمسين بالمائة من الذين يعانون من نوبات الهلع حتى وإن كانت مصحوبة بالوسوسة يشفون شفاء تاما بإذن الله تعالى، وثلاثين بالمائة من الذين يعانون من هذه الحالات تتحسن أحوالهم بصورة ممتازة، ولا يكون المرض أبدا معيقا لهم في حياتهم، أما العشرين بالمائة الباقية فهم الذين تحدثت أنت عنهم، ويبقى المرض معهم بصورة مزمنة نسبيا.
فيا أخي الكريم: نحن نتكلم عن ثمانين بالمائة، وهذه نسبة عالية جدا، إذا الأمر الكلي إيجابي، فيا أخي الكريم: لا تنزعج، وأنا أؤكد لك أن العشرين بالمائة الذين لا تتحسن أحوالهم بصورة جيدة: إما لأنهم غير ملتزمين بالعلاج، أو أن حياتهم فيها صعوبات كثيرة من الناحية السلوكية والاجتماعية، وأحسب أنك لست كذلك – أخي الكريم – فأبشر.
فأرجو – أخي الكريم - أن تحقر أصلا فكرة الخوف والوسوسة، هذا مهم جدا، التغيير الفكري أنا أعتقد أنه الأساس، وهذا التحسن العظيم الذي تعيشه الآن يجب أن يكون دافعا ومحفزا لك أن حالتك -إن شاء الله تعالى- سوف تعالج وسوف تختفي.
أخي: ركز على الآليات السلوكية (ممارسة الرياضة – ممارسة التمارين الاسترخائية – بناء شبكة اجتماعية فعالة – القراءة/ الاطلاع – صرف الانتباه تماما عن القلق والوسوسة) من خلال أن نجعل قلقنا إيجابيا، بأن نكون منتجين وفعالين ومتواصلين ومتفائلين.
سر على هذا النهج – أخي الكريم – والتزم ما ذكرنا من إرشاد وسوف تجد أن أمورك قد صلحت وأصبحت طيبة.
لا شك أن الزيروكسات من الأدوية الطيبة والفاعلة والممتازة، أسأل الله تعالى أن ينفعك به.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.