نوبات الخوف والأفكار السيئة لا تأتيني إلا عندما أخرج من منزلي، ما تفسير ذلك؟

0 161

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 22 سنة، منذ صغري كنت نشيطا مواظبا على الطاعات، وملتزما بها، ومجتهدا في دروسي، من شدة التزامي كافأنا والدي -جزاه الله خيرا- بأداء العمرة، وبعد أن كبرت سافرت لإحدى الدول العربية لكي أكمل دراستي الجامعية، وكنت أعيش لوحدي داخل شقة سكنية، ولكن بدأ التزامي بالطاعات يخف شيئا فشيئا، وبدأت قدمي تدخل إلى المعاصي شيئا فشئيا، فقد كنت دائم الدخول على مواقع الدردشة على الإنترنت لكي أتحدث مع الفتيات.

في إحدى الليالي كنت عائدا من أحد مقاهي الإنترنت للشقة التي كنت أعيش بها، قمت بتشغيل جهاز التلفاز ولم ألاحظ بأن درجة صوت التلفاز كانت على أعلى درجة، وكانت إحدى القنوات الفضائية قد شغلت القرآن الكريم فجأة، ففزعت فزعا شديدا بسبب الصوت العالي جدا، وكنت وحيدا، وخفت لدرجة أنني كنت أتنفس بغير وعي، وبدأت الأفكار تراودني، خاصة وأنني أعيش وحدي بالمنزل، وظللت طوال الليلة أقرأ الأذكار والقرآن الكريم، ومرت الأيام وبدأت الأفكار السلبية تراودني لماذا حصل لي هذا؟ هل أنا مسحور، هل يوجد لدي مس، هل أنا محسود؟

بعد هذا واظبت على الطاعات والصلاة وقراءة القرآن، والأذكار صباحا ومساء، وواظبت على الرقية الشرعية الذاتية بسبب ظني أنني مسحور، ولكن لم تظهر علي أي من أعراض السحر أو ما شابه، ولكن كانت لدي عقدة وخوف كأنني مسحور، وأثناء الرقية ظهرت علي أعراض السحر، أو أغمي علي فجأة، أو كأنني صرعت على الأرض، مع العلم لم يحدث لي أي شيء مما ذكرت إطلاقا، فقط الخوف الشديد.

وبدأت عقدة السحر تسيطر على تفكيري، دائما أفكر بالموضوع طوال الوقت، وبدأ الفكرة تتثبت داخل عقلي، ومن شدة كثرة تفكيري بالموضوع صرت كلما أرى شخصا ينظر لي ويبتسم، أعتقد بأنه يفكر بي ويستهزأ بي، مع العلم أنه قد تكون نظرة عادية، ومثل هكذا موقف يسيطر على تفكيري طول اليوم، وينكد علي لأيام، لكن بصراحة كنت أقوم بمعصية العادة السرية، لأنني كنت أعتقد بأنها كانت تفرغ كبتي النفسي والجسدي.

مرت السنين، وكان الحالة تخف شيئا شيئا، حتى تخرجت بشق الأنفس بسبب حالتي النفسية التي مررت بها، ورجعت إلى وطني، والحالة خفت كثيرا، لكن منذ أيام قليلة صرت أتعرض لموجات ذعر وخوف شديدة جدا، والأفكار والوساوس رجعت لي بشكل أقوى من ذي قبل، حتى أنني صرت أخاف من أشياء لم أكن أخاف منها أبدا، كركوب السيارة وقيادتها، مع العلم بأنني شخص مثقف وواع ومتعلم، وأعلم بأنها مجرد أفكار من الشيطان، وأنني يجب أن أحاربها، وأقوم بتحفيز نفسي، وأقوم بإشغال نفسي بأمور أحبها، ولكن ما ألبث أن أنسى قليلا وأفكر بالموضوع بسرعة.

هذه النوبات والخوف والأفكار السيئة لا تأتيني إلا عندما أخرج من منزلي، أو أكون بين أصدقائي، ومستمع بالجلسة معهم، وهكذا.

عندما ألجأ للرقية أجدد ثقتي بنفسي، وأؤمن بقضاء الله وقدره، وأصبر وأحتسب، ولكن لا تظهر علي أي من أعراض المس أو السحر كالإغماء مثلا، أو الصرع، أو أشياء من هذا القبيل، هذه مشكلتي باختصار شديد مع العلم بأن حالتي الاجتماعية: خاطب.

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Naser حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله التزامك بالطاعات والعبادات، ومحافظتك على الصلاة وتلاوة القرآن، ساعدك كثيرا في تجاوز المصاعب النفسية التي مررت بها، وهي لا تعد أن تكون أعراض قلق وهلع وتوتر.

أما الانشغال بأنك مسحور فهي مخاوف وسواسية ليس إلا، هو وسواس -أخي الكريم- والوسواس أيضا يعتبر من اضطرابات القلق، وهذه الأشياء تخف وتزول وترجع أحيانا -كما تعرف- عندما يتعرض الإنسان لأحداث حياتية معينة، أو أحيانا دون سبب محدد أو معين تختفي وترجع، والآن يصاحبها أيضا رهاب، خاصة رهاب -كما ذكرت- ركوب السيارات وقيادتها، وطبعا السيارة أصبحت من متطلبات الحياة، لذلك تحتاج إلى علاج للتخلص من هذا الرهاب والتخلص من الوسواس أيضا.

وطالما نجحت في السابق في التغلب على هذه الأشياء بإرادتك فهذه المرة قد تحتاج إلى دعم نفسي ليس إلا، وعلاج سلوكي معرفي، للتخلص من كل هذه الأشياء، من خلال معالج نفسي متمرس، ولا تحتاج إلى أدوية، فقط تحتاج إلى علاج نفسي بواسطة معالج نفسي ليساعدك في التخلص من الوسواس والرهاب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات