السؤال
السلام عليكم..
عمري 24 سنة، عندما كان عمري 18 سنة كنت أعاني من آلام في الصدر من الجهة اليسرى فوق وتحت الثدي، وضيق في التنفس، وكانت حالتي النفسية متأزمة جدا بسبب الدراسة؛ لأني كنت في مرحلة تحديد المصير، وزادت حالتي النفسية سوءا بسبب هذه الآلام، وكنت أخاف من أمراض القلب منذ كان عمري 15 سنة، لا أعرف السبب، وأتوتر كثيرا، وفي بعض الأحيان يصيبني أرق من شدة خوفي.
ذهبت للدكتور، وأجرى لي اختبارا لوظائف الرئة وكانت سليمة، ولكن بعد عمل الإيكو على القلب أخبرني بأن هناك تهدلا في صمام القلب، وقال بأنه بسيط جدا لا يؤثر، وأنه قديم، وعندما علمت بذلك تحسنت فورا، لا أعرف لماذا؟ رغم خوفي من ذلك سابقا، وتحسنت في يومها، وأعطاني أدوية بكمية قليلة جدا، وتناولتها بوقتها، لكني كنت لا أعاني من آلام أو ضيق في التنفس، ثم بعدها بسنين عندما كنت أعاني من خوف شديد أو برد شديد أشعر بدقات سريعة في قلبي، ويدي اليسرى تؤلمني.
كذلك عندما كنت أمارس تمارين رياضية عنيفة أشعر بالضغط على منطقة وسط الصدر والكتف واليد، لكني لم أتوقف عنها إلى أن آذتني جدا في آخر مرة، وبقي كتفي يؤلمني، وعند الحركة أتألم من كتفي وصدري وجانب الرقبة أيضا، ومنذ ذلك اليوم وأنا لدي خوف شديد من أمراض القلب، فيزداد الألم، وتزداد دقات قلبي، وعندما أهدأ يتحسن الألم، وحينها كانت يدي وصدري في الجهة اليسرى يؤلمانني.
عملت تخطيطا للقلب، وأخبروني بأنه سليم تماما، وبقيت على ذلك أياما ثم تحسنت، واشتغلت كثيرا حتى تعبت، ولكني لم أحس بأي ألم أبدا.
منذ أسبوعين تقريبا أحس بألم في منتصف الصدر، وأشعر أن الألم ينتشر إلى الجانب الأيسر من الجهة العليا والجهة المقابلة لها في الظهر من نفس النقطة، وهي نفس النقطة التي تألمت منها أثناء الرياضة، حيث شعرت بتشنج من الرياضة العنيفة، وعند لمسها تؤلمني، وألمها يقيد النفس، ذهبت إلى الدكتور، وقال بأنها تشنجات بالعضلات، وأعطاني مسكنات، وتحسنت عليها، لكن ظل الخوف يلازمني، وبالتالي تزداد الآلام، كما لدي آلام في الصدر بسبب الغازات.
وأيضا يصيبني هاجس وخوف، وأطرح السؤال على نفسي: هل أستطيع الإنجاب في المستقبل بصورة طبيعية؟ ولكن من حولي يخبرونني أن الطبيب الذي شخص حالتي سابقا ليس جيدا أو أنه ربما يكون مخطئا؛ فقد أخطأ سابقا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرجس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية..
يجب أن تنظري إلى الجانب الإيجابي من التفاصيل التي أرسلتها عن قصتك المرضية، فقد أثبتت الاستقصاءات التشخيصية التي تم إجراؤها من الفحص الطبي والإيكو والتخطيط بأنه لا توجد مشكلة عندك في شرايين القلب، وأن هناك تهدلا بسيطا في الصمام التاجي، وهو موجود عند 5% من الناس، ولا يحتاج لعلاج، وقد يسبب آلاما ليس لها علاقة مع الجهد العضلي.
في مثل سنك لا يحصل تضيق في شرايين القلب التي تسبب آلاما في الصدر مع التمارين أو الرياضة، وهذه ينساها الكثيرون ممن في سنك، والذين يرسلون نفس الرسائل ونفس الوصف من زيادة الألم مع التوتر النفسي والخوف من آلام القلب وكثرة زيارة الأطباء، وطمأنة الأطباء لهم ثم الذهاب لطبيب آخر؛ لأنه يعتقد أن الطبيب لم يفهم عليه، أو أن الطبيب غير فاهم، وكلما ذهبوا لطبيب آخر طلب تحاليل وصورا للقلب، ويدخل المريض في دوامة والأطباء يطمئنونه.
هذه الآلام التي تشكين منها هي من جدار الصدر، فإما أن تكون من العضلات، أو أحيانا إذا كان الألم متوضعا -كما وصفته في نقطة معينة مؤلمة- فقد يكون من التهاب أحد المفاصل في الجزء الأوسط من الصدر بين عظم القص وهو العظم الأمامي في الوسط من الصدر وبين الغضاريف الأمامية للصدر، وبالفحص الطبي يكون هناك ألم متوضع في المفصل، وقد ينتشر الألم إلى الخلف على مسار الضلع.
من ناحية أخرى هناك أمر يجب أن تعرفيه عن عضلات الصدر: فهي أكثر عضلات الجسم تأثرا بالتوتر والخوف والقلق، فالإنسان عندما يصله خبر غير سار أو يحزن فإنه يشعر أن صدره ضيق، وعندما يفرح يحسن براحة في صدر، وذلك لأن عضلات الصدر تتقلص مع الحزن والخوف والتوتر والقلق، وبعض الناس يشعرون بشكل أكبر من غيرهم بهذه التقلصات، وكلما ركز الإنسان على هذه الأمور يزداد شعوره بهذا الألم في الصدر، وهي بحد ذاتها تزيد التوتر، وخاصة عند من يتخوف من أن تكون هناك مشكلة في القلب، وهذا ما يحصل معك ومع الكثير من السائلين الذين يكررون وصف نفس الحالة التي عندك، وهم ما زالوا في سن الشباب.
لا تقلقي بالنسبة للحمل؛ فأنت ستكونين مشغولة بأمور الحمل، لذا فإن أول شيء يجب أن تفعليه هو أن تقنعي نفسك بأنه -ولله الحمد- قد طمأنك أصحاب التخصص والصور للقلب أن القلب ولله الحمد سليم، والتهدل في معظم الأحوال لا يكون له أعراض، وكثير من الناس يتم تشخيص التهدل عندهم بالصدفة.
إن زيادة خوفك من هذا الألم سيؤدى إلى زيادة القلق، وهذا يزيد تقلص عضلات الصدر، وبالتالي قد يزيد الأعراض عندك وآلام الصدر أيضا عند من يخاف ويقلق ستزيد القلق.
لقد أثبت لنفسك أنه عندما لا تفكرين بالألم فإن الألم يختفي، فقد مرت عليك أيام لم تعاني فيها من الألم، كما إن تمارين الاسترخاء تساعد بإذن الله على القلق والخوف، ولا تنسي ذكر الله فهو طمأنينة للقلوب.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.