السؤال
الحمد لله أنا أحافظ على صلاتي ومحجبة، لكن مشكلتي أني أعتب على زوجي مزاحه الدائم على مشاعري ومشاكلي وآرائي لمجرد المزاح والضحك، مثلا: إذا كررت النظر إليه بإعجاب يعجب من تفكيري وإحساسي ويهزأ! وتكرار ذلك أعطاني إحساسا بعدم ثقة في نفسي وسبب لي القولون العصبي.
ولذلك أصبحت أستمتع بالحديث مع أقاربه وصديقه وأكلمهم أمامه كثيرا، وأستمتع بسماع اسمي على ألسنتهم، حيث إنه لا يناديني باسمي، ويناديني بامرأة، وكررت طلبي منه أن يناديني باسمي يقول أنها أصلا في اللغة امرأة، وعرفته أني أسعد بمناداة أقاربه الرجال باسمي، ولا يهتم، ويعاندني!
والمشكلة أني أحيانا أستمتع بكلامي مع الرجال، ولكني أخاف عقاب الله، ولا أنا حاسة أني عايشة ولا سعيدة، وضميري يؤنبني، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رجاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل.
وبخصوص مشكلة زوجك معك وكونه يمزح أو يهزأ بمشاعرك ولا يناديك باسمك، فأقول لك: إنك شعرت بمشكلة ولكن حاولت أن تحليها بمشكلة أخرى، وهي بالتحدث مع الرجال، فهذا الحديث بجانب أنه ممنوع شرعا، ولا يجوز إلا في حدود معينة حددتها الشريعة كالضرورة مثلا، فإنه كذلك يثير زوجك، ويجعله أكثر عصبية وشدة في التعامل معك.
ولذا، فإن علاج حال زوجك يأتي بخطوات:
أولا: لا تستجيبي لاستفزازه عندما يناديك يا امرأة، ويمكنك أن تردي عليه كما لو ناداك باسمك، فلا تغضبي ولا تنفعلي فيزداد فيما هو، كما لا تنزعجي من استفزازه لك وسخريته منك، وسيتغير إن شاء الله مع قليل من الصبر.
ثانيا: انتهزي ساعة الصفاء بينكما، وعندما يكون في حالة جيدة صارحيه في الموضوع، وبيني له أن هذا الأسلوب أي أسلوب السخرية والاستهزاء مضر بالعلاقة بينكم، ويولد الكراهية، وأن الله تعالى قد نهى عنه في كتابه الكريم، حيث قال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ))[الحجرات:11] وقال تعالى: (( ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ))[الحجرات:11]، فذكريه بهذه الآيات، وأنك حريصة على أن تجلبي له السعادة، ولكن هذا الأسلوب يجلب الشقاء، ثم ذكريه بأن هذا الأسلوب يتنافى مع المودة والرحمة التي جعلها الله بين الزوجين.
ثالثا: كوني بصيرة مع نفسك، فانظري إلى التصرف الذي يثيره ويكرهه فابتعدي عنه، والتصرف الذي يحبه فافعليه، ثم كرري له من شكره على ما يقوم به في البيت حتى وإن كان واجبه.
فهذا الأسلوب سيغير من سلوكه إن شاء الله، واعلمي في النهاية أن هذه فترة شباب ستتغير بمرور الزمن، فعليك بالصبر.
ثم استعيني بالدعاء أن يهديه الله إلى الحق، واملئي روحك بغذاء العبادة، فإنها زاد للمؤمن ووسيلة للعبد.
وفقك الله لكل خير.