أعاني من وسواس الدراسة وأخشى من الرسوب

0 189

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حياكم الله جنود الموقع الإسلامي إسلام ويب، أسأل الله أن يسدد خطاكم، ويجعل عملكم هذا مباركا، وخالصا لوجهه، وثقلا في ميزان حسناتكم، يوم لا ينفع مال ولا بنون.

أنا فتاة، مشكلتي وسواس الدراسة، ودائما أسمع صوتا خافتا يقول: إنني لست مستعدة للامتحان، والوقت غير كاف للدراسة، مما يجعلني أكف عن الاستعداد للاختبار، رغم أنني أصارع تلك الأفكار وأقاومها ولكن دون جدوى، مما جعلني حزينة لأنني أصبحت أسيرة أفكار كاذبة وسخيفة.

لا أستطيع زيارة أخصائي في مجال الطب النفسي؛ لعدم توفر المال، لذلك أخشى من الرسوب، وأطمع بنصحكم وتوجيهكم لحالتي.

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

أنا أعرف سلفا أنه لديك قابلية للوساوس القهرية، وقد وضح ذلك جليا من خلال استشاراتك السابقة، ويعرف عن الفكر الوسواسي أنه يتبدل ويتغير، بمعنى أن موضوع الوسواس قد يتغير ويتحول إلى شيء آخر، ينتقل من موضوع إلى آخر، وهذا ما حدث لك، كان الهم فيما مضى حول الغشاء البكارة، والآن أصبح حول الدراسة، وهكذا.

الوسواس أيا كان نوعه -خاصة الوسواس الفكري- يعالج من خلال التحقير والتحقير التام له، وأنت محتاجة لهذا حقيقة، فإذا حقري الوسواس، لا تهتمي له، لا تسترسلي أبدا في نقاشه وحواره، لأن الوسواس ينتصر على الإنسان إذا أسرف الإنسان في نقاشه، أو حاول أن يخضعه للمنطق، أما التحقير والتجاهل التام فهو الذي يغلق الباب أمام الوسواس.

والأمر الآخر: تحتاجين لعلاج دوائي قطعا، لأن الوسواس من هذا النوع -أقصد بذلك الوساوس الفكرية- تستجيب للدواء بصورة ممتازة ورائعة جدا، ومن الأدوية الممتازة عقار (فلوكستين)، والذي يسمى تجاريا (بروزاك)، هو دواء ممتاز، دواء فاعل، دواء جيد جدا، سليم، غير إدماني، لا يؤثر على الهرمونات النسائية، فأنا أنصحك به حقيقة، وقد تجدي منتجات محلية من الدواء تكون زهيدة الثمن، المهم اسألي عنه تحت مسماه العلمي، وهو (فلوكستين).

ابدئي بجرعة كبسولة واحدة في اليوم (عشرين مليجراما)، تناوليها بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها كبسولتين في اليوم -أي أربعين مليجراما- وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقلي بعد ذلك للجرعة الوقائية، بأن تجعلي جرعة الدواء كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك يكون التوقف عن الدواء بأن تجعلي الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

هذا هو الذي أنصحك به، وأكرر مرة أخرى أن الفكر الوسواسي يعالج من خلال التحقير والتجاهل التام، وتاصرفي انتباهك من الوسواس، بأن تشغلي نفسك بأمور أخرى تكون أكثر فائدة، والإنسان لا يستطيع أن يشغل نفسه بصورة صحيحة إلا إذا أحسن إدارة وقته، فأرجو أن تكوني من الذين يحسنون إدارة وقتهم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات