في مدرسة مختلطة أرى نفسي بلا جمال بين الجميلات، فماذا أفعل؟

0 206

السؤال

السلام عليكم.

دخلت الثانوية هذا العام، مع علمي أنه كابوس، لأنه عادة في الثانوية يبدأ كل شيء، تبدأ الفتاة في التخلص من حيائها، والفتى يفك الحاجز بينه وبين البنات، فالجميع مختلط، ولدي صديقة جميلة جدا، الجميع مفتون بها، وهي ليست متحجبة، وانا رغم رغبتي في التدين إلا أني أتمنى أن أكون مكانها، أن أكون جميلة يلتفت الجميع إلي.

في أعماقي أريد أن أكون مع الله، ولم أغرب في غير ذلك، لكن الثانوية عرقلت أمنيتي، فهل أمنيتي في الجمال أمر سيء؟ كيف أتخلص من الفتنة؟ أشعر وكأنني ناقصة، أرى كثيرا من الجميلات حولي وحتى المتحجبات جميلات جدا، ثم أنظر إلى نفسي وأقول: ماذا عني؟ لكنني في نفس الوقت لا أرغب في الجمال والاختلاط والتفاهات.

لم أعد أسلم على زملائي القدامى خوفا على نفسي من الله، كنت أريد أن أكون كزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وبناته، لكنني الآن أضحك على نفسي والدموع في عيني، كيف تمنيت شيئا مستحيلا كهذا؟

قبل قليل مررت على صديقي الذي يعتبرني كأخته، حاولت أن أتحاشاه لكنه جاء وصافحني فصافحته لا إراديا، لقد ذهبت يدي وحدها، ثم لما افترقنا لم أمسك دموعي، ماذا أفعل الآن؟ كرهت الدراسة لهذا السبب، لما لا توجد مدارس غير مختلطة، أنا ضائعة، أتمنى المساعدة.

جزاكم الله خير جزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتي الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

الجمال الظاهري هبة من الله تعالى يهبه سبحانه لمن يحب ولمن لا يحب وليس هو كل شيء في المرأة، بل هنالك ما هو أهم من جمال المظهر وهو جمال الروح والتدين، وهذا لا يعطيه الله إلا لمن يحبه، وأنت قد وهبك الله تعالى حسن التدين والتعبد له سبحانه فاحمدي الله عز وجل.

حين أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجال للزواج أوصاهم بأن يحرصوا على الصفات الحسنة الجميلة التي ينبغي أن تكون عليه المرأة فقال عليه الصلاة والسلام: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، فانظري كيف حث على الحرص على ذات الدين وليس ذات الجمال.

لا تتمني ما فضل الله به البعض، فإن ذلك قد يكون من المستحيل وخاصة في تمنيك أن تكوني جميلة مثل تلك الفتاة لأن هذا أمر قد مضى في تقدير الله تعالى.

من صفات المؤمن أنه يرضى بقضاء الله وقدره، فهو جزء من الإيمان والتضجر مما قضاه الله يخدش في الإيمان، فعليك أن تكوني راضية ومطمئنة فالرضا يجلب السعادة والطمأنينة والقناعة ورضوان الله ففي الحديث: (فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).

أنصحك أن تركزي على تحصيلك العلمي فذلك متعلق بمستقبلك، ولا تجعلي مثل هذه الأحداث يؤثر عليك ويؤدي إلى ترك الدراسة.

أنت لست ناقصة فالإنسان في أصل خلقته جميل قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ونظر الناس للجمال يتفاوت فما يراه هذا جمالا لا يراه الآخر.

استعيذي بالله من الشيطان الرجيم الذي يريد أن يخرب عليك حياتك، ويسبب لك ضيق الصدر والكآبة.

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم ففي الحديث (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أكثري من تلاوة القرآن الكريم واستماعه وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وسلي الله تعالى أن يفرج همك، ويذهب عنك وساوس الشيطان والضيق والهم وأكثري من دعا ذي النون فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات