السؤال
السلام عليكم
أنا شاب أعاني منذ أربعة أشهر من نوبات هلع، أحيانا أحس فيها بالتوتر والعطش الشديد، وكأنني سأموت في تلك اللحظة، بدأت حالتي هذه عندما قمت دخنت سيجارة حشيش، أحسست أنني لا أتمالك نفسي، وأمسكت ببطني، وشعرت بدوار، وعطش شديد وخفقان.
منذ تلك الفترة كلما خرجت من المنزل أو سافرت، أشعر بالعطش الشديد، إلى أن تطورت حالتي إلى نوبة ذعر من الموت والعطش الشديد.
تكررت معي تلك النوبة 3 مرات، رغم أنني مدخن منذ سنوات بشكل متوسط (8 سجائر يوميا)، وعندي ألم وغازات في أعلى البطن وغازات. وقد شخصت حالتي عند طبيب عام بأنها قولون عصبي، أعطاني دواء ليبراكس وسولبيريد، أحسست في تلك المدة بتحسن ملحوظ بنسبة 60%، وحتى شهيتي للطعام أصبحت جيدة، إلا أنني بعد الانتهاء من الدواء رجعت إلى التدخين يوما بعد يوم (التبغ فقط)، ثم بدأت حالات مغص وإسهال، -وكما ذكرت مسبقا- حالة هلع مرتبطة بالعطش والشعور بالموت وخفقان.
قمت بتحليل البول والسكر والضغط، وكانت النتائج سليمة، مع العلم بأنني مدخن منذ 10سنوات، أرجو تشخيص هذه الحالة أثرت على نفسيتي كثيرا.
مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdallah حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يكون ردنا مقنعا لك، وأنا أؤكد لك أن رسالتك قد وجدت منا كل اهتمام، وبعد تفحصها بكل دقة أقول لك:
بالفعل أن النوبة التي حدثت لك هي نوبة هلع أو هرع وفزع، وبعد ذلك أعقبتها علة المخاوف خاصة الخوف من الموت، وأتاك شيء من الوسوسة، ولديك أيضا أعراض نفسوجسدية تتمثل في علة القولون العصبي أو العصابي، هذه الحالات منتشرة وكثيرة، وأنا أؤكد لك أنها ليست خطيرة، غالبا شخصيتك تحمل أصلا بعض سمات القلق مما جعلها قابلة لنوبة الفزع والهلع.
وقطعا تدخينك للحشيش حتى وإن كان بصورة محدودة، إلا أن ذلك قد أدى إلى تغيرات كيميائية في الدماغ، وهنالك مواد تعرف بالموصلات العصبية متى ما تأثرت، أو اختل إفرازها وافتقد التوزان، تظهر هذه الأعراض أي أعراض الهلع والقلق والمخاوف والوسوسه، -أيها الفاضل الكريم- أنت -الحمد لله تعالى- قد أقلعت عن تعاطي الحشيش وهذا أمر جيد، وسوف يساعدك كثيرا، بقي أيضا أن تقلل أو تتوقف تماما عن تدخين؛ لأن النكوتين بطبعه هو أحد المثيرات التي قد تثير القلق والتوتر خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك، بعد ذلك أقول لك أنه توجد علاجات دوائية، وتوجيهات سلوكية مهمة أرجو أن تتبعها، أهم توجيه سلوكي هو أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف يكون مفيد لك، وكذلك ممارسة بعض التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015)، يمكنك أن ترجع إليها وتطبق ما أوردنه فيها من تمارين.
بعد ذلك أقول لك: من المهم جدا أن تتجاهل هذه الأعراض، ولا تتردد كثيرا على الأطباء أبدا، يمكن أن تلجأ للفحص الدوري مع طبيب واحد تثق فيه، راجعه مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أشهر؛ من أجل الفحص الدوري الروتيني، وهذا سوف يبعث الطمأنينة فيك بشكل جيد، -أخي الكريم- لا بد أن تهتم بنفسك اجتماعيا، وعلى مستوى العمل والوظيفة، وتطور نفسك وتزيد من مهاراتك وهواياتك، ورفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، واحرص -أخي الكريم- على صلواتك في وقتها، وكل متطلبات العبادة الصحيحة والسليمة، بر الوالدين له واقع إيجابي على الإنسان فيما يتعلق بصحته النفسية، يوقع عليك الكثير من الشعور بالطمأنينة والأمان -إن شاء الله تعالى-، فأحرص على ذلك.
أخي الكريم بالنسبة للعلاج الدوائي، أنا أريدك أن تتناول الدواء الذي يعرف باسم سيرترالين، واسمه التجاري زوالفت، وكذلك يسمى لسترال وربما تجده في الجزائر تحت مسمى تجاري آخر، الجرعة في حالتك هي الجرعة البسيطة المتوسطة ابدأ بنصف حبة 25 مليجرام تناولها ليلا لمدة 10 أيام بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين أي 100 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهرا آخرا، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء رائع وسليم ولا يسبب الإدمان، -وإن شاء الله تعالى- سوف يعود عليك بنفع كبير جدا، أرجو أن تتناول الدواء كما هو موصوف، وأن تطبق الإرشادات التي ذكرتها لك، فالإرشادات السلوكية زائد العلاج الدوائي تتضافر مع بعضها البعض لتعطينا الصورة العلاجية السليمة والمتكاملة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك مرة أخرى على الثقة بإسلام ويب.