أعاني من نوبات الخوف والهلع بين الحين والآخر

0 116

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 29 سنة، بدأت معاناتي من الخوف والهلع منذ سنتين، كانت تأتيني على شكل نوبات وتذهب، ولا أكترث لها.

رجعت لي الحالة كثيرا، خوف وتسارع دقات القلب، وألم الرأس وغثيان تقيؤ، أحسست أني سأموت، ذهبت عند طبيب وقال: أنت بخير، الحمد لله، وأعطاني بعض التحاليل وكلها سليمة، إلا تحليل جرثومة المعدة، وجدتها بمعدل 4.53 فوصف لي دواء neomox 1g claril500mg metrozal500mg مع دواء ipp مدة 10 أيام.

أنهيت الدواء ولا زلت آخذ دواء ipp من بعد ذلك، ودخلت في خوف شديد وبكاء من غير سبب، ولا أتكلم وأحس بثقل في لساني، ولا آكل ولا أضحك.

صرت أفكر في الموت والأمراض، وأبكي متوترة، وآكل أظافري، ولا أريد الخروج من المنزل، وأرى أن العالم ليس حقيقة، وأنا لست أنا، لا أحب أي شيء.

علما أني كنت أضحك كثيرا، وصرت في بكاء وخوف، وأخذني أبي إلى طبيب نفسي، ووصفت له حالتي، وأعطاني دواء xanax 0.50mg نصف حبة في الصباح ونصف في المساء، وحبة واحدة في العشاء، وfluoxet20mg حبة واحدة في الصباح.

كما قال: xanax خذيه أسبوعا أو 10 أيام، واقطعيه، واستمري في fluoxet مدة شهر، وارجعي عندي، وبالنسبة ل xanax هل أقطعه تدريجيا أم ماذا؟ وهل جرثومة المعدة تسبب الاكتئاب؟

أرجو أن تعطوني جوابا، وشكرا لكم على هذا الموقع الرائع.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

النوبة التي حدثت لك نسميها بنوبة الفزع أو الهرع، وهي نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد يأتي بدون أي أسباب، أو قد تكون هنالك أسباب وفي بعض الأحيان تكون أسبابا واهية جدا.

نوبات الفزع هذه بالفعل مخيفة، وتولد الخوف والوساوس عند الإنسان، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة، نعم هي مزعجة لكنها ليست خطيرة، ومع كثير من الناس تنتهي تلقائيا.

جرثومة المعدة لا علاقة لها بهذا الموضوع، وهي شائعة جدا، وهنالك دراسات أشارت أنها قد تكون مرتبطة بالقلق، لكن هذه الدراسات غير موثقة، والحمد لله تعالى، أنت تناولت العلاج الثلاثي، وإن شاء الله تعالى تنقطع منك هذه الجرثومة.

بالنسبة لتشخيص حالتك كما ذكرت لك هي نوبات هلع أو نوبات فزع، وأنت قمت بكل الفحوصات الطبية، وكلها سليمة الحمد لله، ووالدك -جزاه الله خيرا- ذهب بك إلى الطبيب النفسي، هذا هو الاختيار الصحيح، والطبيب النفسي جزاه الله خيرا أيضا قام بالإجراء الصحيح، وهو أنه قد أعطاك أدوية جيدة هي الزاناكس لفترة مؤقتة.

العقار الثاني هو الفلوكستين، بالنسبة لسؤالك حول الزاناكس ما نصحك به الطبيب كلام سليم وهو التدرج، وهو أعطاك ربع مليجرام صباحا وربع مليجرام مساء، هذا قرار سليم جدا جزاه الله خيرا، استمري على هذه الجرعة لمدة أسبوع، بعد ذلك توقفي عن جرعة الصباح، واجعليها ربع مليجرام في فترة المساء لمدة ثلاثة أيام، ثم اجعليها ربع مليجرام يوما بعد يوم لمدة 4 أيام أخرى، ثم توقفي عن الدواء.

بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- لن تحدث لك أي آثار انسحابية، ولن يحدث أي نوع من الإدمان.

أما الفلوكستين فيجب أن تستمري عليه، وربما يرفع الطبيب الجرعة أو ربما يتركك على هذه الجرعة هذا كله وارد، فأنت تسيرين على الخط العلاجي الصحيح، وبجانب العلاج الدوائي وبجانب تفهم حالتك حسب ما شرحته لك أريدك أيضا أن تصرفي انتباهك تماما عن هذه الأعراض، من خلال أن تشغلي نفسك فيما هو مفيد، ولا يمكن للإنسان أن يشغل نفسه فيما هو مفيد إلا إذا أحسن إدارة وقته، فكوني حريصة على حسن إدارة الوقت، شيء للقراءة، شيء للاطلاع، الأعمال المنزلية، التواصل الاجتماعي الراشد والممتاز، تخصيص وقت للعبادة، خاصة تلاوة القرآن، الجلوس مع الاسرة، الترفيه عن النفس بما هو جميل، هذا كله علاج وعلاج مهم جدا.

أنا أنصحك على وجه الخصوص بممارسة الرياضة وبعض التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها، لا أريدك أن تعتقدي أنك مصابة بالاكتئاب لا، هذا ليس اكتئابا، هذا مجرد نوبات فزع وهرع أدت بالفعل إلى شيء من عسر المزاج البسيط لكن لا أعتبره أبدا اكتئابا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات