السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاكم الله كل الجزاء، وجعله في موازين حسناتكم فيما تقدموه من استشارات، جعلها ربي من الأعمال الشفيعة لكم في الدنيا والآخرة.
أنا حامل في الأسبوع 12، ولدي نقص فيتامين D، ووصف لي الطبيب حبوب (Calcichew d3) كالسيوم، وفيتامين d، ووصف لي حبوب (feroglobin) فيها حديد، وفوليك أسيد، و B12، و B6، وزينك، ونحاس، علما أنني اكتشفت الحمل في الأسبوع العاشر، وأخذت فقط حبوب فوليك أسيد وحدها في بداية العاشر، وحتى 12، أي قبل أن يصف الحبوب الجديدة المذكورة.
سؤالي:
1/ بسبب نقص فيتامين D هل الدواء المذكور جيد؟ علما أنني أشرب الحليب واللبن كثيرا، لكن لا أتعرض للشمس.
2/ قرأت العديد من المقالات والدراسات الحديثة أن حبوب فيتامين D خدعة وأكذوبة لها أضرار صحية، والحقيقة أن ما يحدث هو أن بين فيتامين D والكالسيوم علاقة عكسية، كلما حدثت زيادة في الكالسيوم نقص فيتامين D، والسبب أن أغلبنا نأكل منتجات الأجبان بكثرة، وخاصة التي تتواجد في الأسواق وخالية من مصل اللبن الذي يحتوي على المغنيسيوم، والذي لا يتواجد في منتجات الأجبان الدعائية والمستهلكة؛ لأنه يتم التخلص منها في التصنيع، لذلك من يعاني نقص فيتامين D لديه نسب كالسيوم مرتفعة، ونقص مغتيسيوم، وعدم توازن بينهم، والأطباء يركزون على علاج الكالسيوم ووفيتامين D، ولا يتنبهون للمغنيسوم والمعادن الأخرى. ما رأيكم في الموضوع؟
3/ بالنسبة للحبوب الثانية فيروجلوبين في تحاليل فحص الدم لما أعانيه من فقر الدم ونقص الحديد، هل ضروري أخذها؟ علما أن أكثر الأطباء كثيرا ما يصرفون الأدوية بسبب وبلا سبب!
أرجو توجيهي، فأنا قلقة بسبب أنه حمل لأول مرة بعد حرمان طويل، وأحب أن أكون حريصة، وأقرأ وأطلع كثيرا، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك دعائك الجميل، ولك مثله -إن شاء الله تعالى-.
وسأجيب على تساؤلاتك بالتسلسل:
1- إن الجرعة التي يجب إعطاءها من فيتامين -د- تعتمد على شدة النقص في هذا الفيتامين، فكلما كان النقص شديدا كلما كانت الجرعة أعلى، وفي الحالة العادية فإن الحاجة اليومية من فيتامين -د- هي في حدود 400 وحدة دولية، أما في الحمل والإرضاع فتزداد لتصبح في حدود 800 وحدة دولية، ولمعرفة الكمية التي تتناولينها من فيتامين -د-عليك بقراءة ما هو مكتوب على علبة الدواء.
والحقيقة هي أن أغلب الناس لا يحصلون على حاجتهم اليومية من فيتامين -د-؛ لأنهم لا يتعرضون إلى الشمس بشكل يومي ولوقت كاف؛ ولأن الطعام العادي فقير في هذا الفيتامين، ولذلك فإن النقص في هذا الفيتامين شائع جدا في الجنسين وفي كل الأعمار.
إن الحليب واللبن والجبن هي أطعمة غنية بالكالسيوم، لكنها فقيرة بفيتامين -د- في حالتها الطبيعية، لذلك أنصحك باختيار أنواع يكون مضافا إليها هذا الفيتامن فيتامين -د-.
2- إن فيتامين -د- يساعد في امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وفي تثبيته على العظام، وله أيضا وظائف كثيرة جدا لا مجال لذكرها هنا، وتركيز الكالسيوم في الدم لا يتناسب عكسا مع تركيز فيتامين -د-، وفي الحالة الطبيعية يجب أن يبقى الكالسيوم ثابتا في الدم، وذلك بغض النظر عن مستوى فيتامين -د-، لأن له دور حيوي وهام جدا في كل خلايا الجسم وليس فقط في العظام، ولذلك فإن مستوى الكالسيوم تتحكم فيه آليات فيزولوجية متعددة ودقيقة جدا لتحافظ على مستواه.
أما بالنسبة للمغنيزيوم فأيضا هو مركب هام جدا ويدخل في صلب عمل كل خلايا الجسم، وأيضا تتحكم في تركيزه عوامل كثيرة وليس الكالسيوم وفيتامين -د- فقط، لكن ولأن هذا عنصر المغنيزيوم موجود في كثير من الأطعمة التي نتناولها، لذلك يمكن للجسم الحصول عليه بسهولة.
3- نعم من المهم جدا أن تتناولي حبوب فيرجلوبين حتى لو لم يكن لديك فقرا في الدم أو نقصا في الحديد، والسبب هو أن الدراسات أظهرت بأن تغذية الحامل مهما كانت جيدة، فإنها لا تؤمن لها حاجتها اليومية من الحديد، وبالتالي قد يحدث لديها فقرا في الدم مع تقدم الحمل حتى لو كانت تغذيتها جيدة، وهذه الحبوب تعطى لتأمين هذه الحاجة اليومية، وللحفاظ على مستوى الحديد ضمن الطبيعي.
أسأل الله -عز وجل- أن يتم لك الحمل والولادة على خير.