السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: جزاكم الله خيرا، وأشكركم على إتاحة الفرصة لنا في طرح الأسئلة.
ثانيا: لدي 3 أسئلة أود أن أطرحها عليكم، وأتمنى أن تكون الإجابة كافية وشافية.
السؤال الأول: كيف أستطيع أن أثقف نفسي في ديني؟ ماذا علي أن أفعل حتى أستطيع أن أتثقف وأتحدث بلباقة وفقه؟
أقرأ كتبا -ولله الحمد- ولكن بعد أن أكمل قراءة الكتاب وأقرأ الآخر، لا أدري لماذا أشعر أنني أود أن أعود للكتاب الأول وأقرأه؟! أشعر أن عقلي فارغ ولم يحفظ ما قرأت، برغم أنني ألخص الكتب وأقرأها بتأن وأخشع فيها؛ ومع هذا لا أستطيع أن أتحدث بشكل تام مع الذين يحتجون في بعض الأمور المحرمة! أريد أن أدافع عن ديني ولكني لست متمكنة، ولا أستطيع أن أتحدث بطلاقة.
السؤال الثاني: أريد أن تزودوني بكتب دينية نافعة وطيبة ذات مجلد واحد وخفيف، وأيضا ذات مجلدات متعددة، دسمة، نافعة وعظيمة.
السؤال الثالث: أريد أن أنشر بعض ما أقرأ من الكتب الدينية، ولكنني أخشى من الرياء، لا أعلم لماذا يراودني هذا الخوف؟! فعندما أنشر أحذف ما نشرت، فماذا علي أن أفعل، فهل أقرأ بدون نشر؟ وكيف أخلص النية لله؟
أتمنى أنني قد أوصلت لكم الأسئلة بطريقة مفهومة؛ لأنني لا أعرف كيف أشرح ما بداخلي أبدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك، وشكرا لثنائك على خدمات الموقع.
وإليك جواب أسئلتك:
ج: 1- يمكنك التفقه في دينك، وتعلم أحكامه من خلال انتظامك في برنامج علمي متدرج، يبدأ بتعلم أصول الدين وأحكامه العامة، ويمكن أن يكون ذلك من خلال الالتحاق بمركز علم شرعي، أو من خلال متابعة إحدى الأكاديميات العلمية الموثوقة على النت، أو متابعة إحدى القنوات الفضائية العلمية التي تقدم برامج علمية منتظمة، أو من خلال القراءة المركزة لكتاب مبسط في كل فن من فنون الشريعة، ومراجعته حتى تتقنيه ثم الانتقال إلى آخر.
ولا تستعجلي على نفسك؛ فإن المعرفة تنمو بالتدرج وهي تراكمية، فاستمري في البرنامج بأي وسيلة مناسبة لك مما سبق.
ولكي تتحدثي بلباقة فلا بد من التدرب على الإلقاء عمليا؛ بحيث تقومين بشرح بعض ما حفظت أو قرأت على بعض زميلاتك أو أهلك؛ حتى يذهب منك الخجل، وتتعودي على الإلقاء بثبات.
ولا بأس من القراءة والاطلاع على كتب تعلم مهارات التحدث والإلقاء، أو حضور بعض الدورات في ذلك.
وننصحك أن لا تناقشي غيرك من أصحاب الشبهات، قبل أن تتمكني من العلم الشرعي في المسألة التي تناقشين حولها؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى تأثرك بالشبهات التي لا تستطيعين ردها، أو شعورك بالهزيمة والإحباط.
ج: 2- يمكنك اقتناء هذه الكتب وتكوين مكتبة في منزلك تقرئين فيها وقت الفراغ، وهي:
- القرآن الكريم؛ حيث تعتنين بقراءة القرآن الكريم؛ فهو كتاب الهداية والرشاد، ودواء القلوب والأبدان، ومصلح للنفوس والأخلاق.
- كتب التفسير: (التفسير الميسر) لمجموعة من العلماء، إصدار مجمع المدينة النبوية لطباعة المصحف الشريف، أو كتاب (زبدة التفاسير) للأشقر، حتى تفهمي ما أشكل عليك من ألفاظ القرآن.
- السيرة النبوية: كتاب (مختصر الشمائل المحمدية) للترمذي، بتحقيق الإمام الألباني، أو (هذا الحبيب يا محب) للشيخ أبي بكر الجزائري، أو (الرحيق المختوم) للشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
- الزهد والرقائق: ( البحر الرائق في الزهد والرقائق) للشيخ الدكتور أحمد فريد.
- الأذكار: (حصن المسلم) للشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني.
- الآداب الشرعية: كتاب (الآداب)، للشيخ فؤاد الشلهوب.
- العقيدة: كتاب (200 سؤال وجواب في العقيدة) للشيخ حافظ حكمي.
-الحديث: (رياض الصالحين) للنووي، وشرحه لابن عثيمين .
- القصص: (قصص الأنبياء) لابن كثير، وكتاب: (لا تحزن) للشيخ عايض القرني.
- الفقه: (فقه السنة) لسيد سابق أو الملخص الفقهي للفوزان.
مع ضرورة التنويع في القراءة بين هذه الكتب، وسؤال أهل العلم عما أشكل فيها، حتى لا تفهم بعض مفرداتها بالخطأ، مع أنها في الغالب سهلة وميسرة للقارئ.
ج: 3- ترك العمل خوفا من الرياء لا يجوز، وهو تحقيق لمراد الشيطان؛ فإن الشيطان يحرص على وقوع المرء في الرياء، أو حرمانه من العمل خشية الرياء، بل الواجب على العبد أن يجاهد نفسه على تحقيق الإخلاص لله وفعل العمل الصالح.
ولذا عليك تدريب نفسك على الإخلاص، ثم نشر ما يمكن نشره من الخير بأسلوب صحيح، ولا تلتفتي لهاجس الخوف لديك في ذلك، بل تخلصي منه بصدق النية وحسن الظن بالله، وسيذهب منك ذلك إن شاء الله.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.