حكة يصاحبها احمرار في الجلد

0 1235

السؤال

أنا أعاني من حكة شديدة في الجلد، وذهبت لأكثر من طبيب ولكن بعد الانقطاع عن العلاج تعود الحكة من جديد ولا فائدة! ويصاحب الحكة احمرار في الجلد.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الحكة الشديدة التي يصاحبها احمرار بالجلد، وتتأرجح زيادة ونقصانا، أو غيابا وعودة، وتتحسن على العلاج، وتستجيب له بسرعة، هي غالبا الشرى، أو الأورتيكاريا.

من العلاجات المفيدة جدا في السيطرة عليه، هو استعمال مضادات الهيستامين على اختلاف أنواعها، فمنها الأجيال الجديدية التي لا تنوم ولا تحدث نعاسا، مثل الكلاريتين والزيرتيك والتلفاست، ومنها ما يهدئ النفس، بالإضافة لتأثيرها المضاد للهيستامين، مثل الهايدروكسيزين، ومنها ما يسبب النعاس كتأثير جانبي، مثل الفينيرغان (بروميثازين)، والأخيرة يفضل إعطاؤها ليلا أو قبل النوم.

قبل التفكير بالعلاج، يجب التوجه لمعرفة الأسباب التي تثير الحكة والاحمرار، فإذا عرف السبب وأمكن تجنبه غالبا لا تعود الحالة، ولكن قد يكون هناك أكثر من سبب، والأسباب تتلخص كما يلي:

الأدوية، أو الأطعمة، أو المستنشقات، أو الملامسات، أو مستحضرات نباتية أو حيوانية، أو طفيليات هضمية، أو إنتانات، أو بنيوية، أو نفسية، أو مجهولة السبب.

إليك بعض التفاصيل لو رغبت في الاستفاضة، عن العوامل المحرضة أو المثيرة للشرى:
1- ما يؤكل : وهناك قوائم للأطعمة المسموحة، والتي تؤخذ بحذر، ثم الانتقال بينها حسب التحمل.
2- الأدوية: يجب التفكير بالأسباب الدوائية عند كل مريض يتناول واحدا أو أكثر من أي نوع من أنواع الأدوية، حتى ولو كان بشكل عارض، وحتى ولو كان يبدو بسيطا، كمضاد الحموضة، أو مسكن للصداع العارض، كالباراستامول.

3- ما يستنشق: فكل ما يدخل الجسم عن طريق الأنف، خاصة الغبار، وغبار الطلع، وغبار المنازل، والعطور وغير ذلك، يعتبر متهما حتى تثبت براءته من إثارة الشرى.

4- ما يلامس الجلد، مثل الأدوية، أو بعض النباتات كنبات (القريص)، أو الماء (شرى الماء) أو الفرك، أو الضغط (الشرى الفيزيائي) أو الحرارة (شرى السخونة أو شرى الشمس).

5- الإنتانات على اختلاف مصادرها وإصاباتها، والتي قد تكون بدون أعراض، ويجب مراقبة التوقيت والتوزع لمعرفة السبب.
ويجب أخذ مضادات الهيستامين أو المشاركة بينهما حسب الضرورة واللزوم، وعلى المريض اختيار ما يناسبه، وهناك بعض التحاليل مثل:

1- آي جي إي في الدم؛ للدلالة على البنية الحرضية أو التحسسية.
2- عدد الكريات البيضاء في الدم.
3- الطفيليات في البراز.

أما بالنسبة للمأكولات، فهذا تفصيل آخر، وليست هناك قاعدة عامة تقول أن المادة الفلانية أو الأكل الفلاني يسبب حساسية، ولكن يقال على الأرجح، ويكثر أن يكون كذا وكذا من أسباب الحساسية.

معنى ذلك ألا نحرم أنفسنا من المأكولات دون أن نتبين ونتأكد ونتحقق بالتجربة، وألا يكون ذلك مصادفة، بل يجب أن نجربه ثلاث مرات قبل لصق التهمة به، وإثبات انه هو المسبب لهذه الحساسية.

على العكس، يجب أن نكون حذرين من المواد التي تسبب لنا الحساسية، وألا نقول: نحن أبطال ولا يهمنا كلام الأطباء، فهم يحرمون الناس من كل الطيبات، ونتناول ما يحلو لنا دون تدقيق وحرص وانتباه.

بالطبع فإن الامتناع عن المواد التي تسبب الحساسية سيؤدي إلى تحسن الحساسية بالتدريج، إلى أن تنطرح المواد المتناولة، ولو استغرق ذلك أياما عديدة، ولا يظن أحدنا أننا إذا امتنعنا عن البيض في الصباح وهو السبب فإن الحساسية ستختفي قبل أذان الظهر.

هناك بعض الأطعمة التي يتحملها الإنسان، ولكن نظرا لظرف طارئ في أجهزة جسمه لم يستطع تحملها في هذا الظرف الخاص، عندها تحدث له حساسية في هذه المرة فقط، ولو زال الظرف الطارئ لما أحدثت حساسية إن تناولها في مرات قادمة.
بشكل عام، المواد المحفوظة والمثلجة والمعلبة، والمضاف لها مواد كيمياوية، سواء لتحسين رائحتها أو طعمها، أو طول مدة حفظها، كل ذلك يعتبر متهما في إحداثه الحساسية إلى أن يثبت العكس.

مجموعة الأطعمة التي يغلب الظن أنها لا تحدث الحساسية (لحم البقر، ولحم الغنم، ولحم الدجاج، وزيت الذرة، وزيت الزيتون، وزيت عباد الشمس، والأرز، والليمون، والكريفون، والأناناس، والجزر، والكوسا، والبطاطس، والسبانخ، والسكر، والملح، والخل، والماء، والتفاح، والتمر، والعسل، والشاي الأحمر، والقهوة).

مجموعة الأطعمة التي يغلب الظن أنها تحدث الحساسية (البيض، والأسماك، والكريم، والزبدة، والجبنة، والطحين، والبسكويت، والطماطم، والبرتقال، والفراولة، والموز، والمربى، والمعلبات، والمكسرات، والفول، والفاصوليا، والبزاليا، والشوكولاته، والحلويات، والكولا، والفطر/المشروم).
المجموعتان السابقتان هما للاستئناس العام وليس اليقين الذي يحلف عليه في المحاكم، كما وأن التجربة الشخصية هي الأساس كما تقدم .

ختاما:
الشرى هو المرض السهل في التشخيص، الصعب في معرفة الأسباب، المختلف في استجابته للعلاج بين مريض وآخر، حتى ولو أخذوا نفس العلاج.
هناك مراكز متخصصة، ولا يكتفى باستشارة عن بعد في مرض يحتاج تحريات دقيقة لمعرفة السبب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات