هل أدوية الإكتئاب تؤثر على الحمل؟

0 164

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ شهرين، وأعاني من الخوف الشديد من أن أكون حاملا؛ لأني أعاني منذ الصغر من مرض الهلع، خاصة عند الإحساس بالمرض والمغص والاستفراغ.

ذهبت إلى طبيب نفسي، ووصف لي دواء اميرام - 50 اسمه العلمي (Amitriptyline ) حبتين ليلا، ولي 3 سنوات، وتحسنت عليه جدا، وأصبحت حياتي طبيعية، لكن أحيانا تأتيني نوبات هلع قوية، فآخذ عيار 150 .

استشرت طبيبي قبل الزواج، وقال لي بأن هذا الدواء سليم أثناء الحمل، وأنا الآن خائفة من أن أكون حاملا ويؤثر هذا على الجنين، مع العلم أني حاولت كثيرا أن أخفف الجرعة إلى 50 فقط، ولم أستطع السيطرة على النوبات إطلاقا، ولم أستطع تخفيفه، فما هو الحل؟ أرجوكم ساعدوني خائفة جدا ولا أعرف ماذا أفعل؟ وهل يؤثر عيار 100 على الجنين كثيرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونبارك لك هذا الزواج، ونسأل الله تعالى أن يجعله لكما مودة وسكينة ورحمة.

ما الذي يجعلك تخافين الحمل؟ الحمل يجب أن يكون أمنية عظيمة بالنسبة لك ولزوجك، أحد أهداف الزواج وأغراض الزواج هو الذرية، وأن يهبك الله تعالى ذرية طيبة صالحة تكون قرة عين لكما.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تغيري مفهومك حول الزواج وحول الإنجاب، الزواج ميثاق غليظ، الزواج فيه المودة، الزواج سكينة، الزواج رحمة، الزواج ذرية طيبة، الزواج استقرار. يجب أن تغيري هذه الأفكار، ومهما كان لديك فزع أو هلع أو خلافه فالإنسان يتغير، والإنسان يتطور، والإنسان يرتقي في سلم النضوج في الحياة، فيجب أن تسعي بنفسك بإيجابية التفكير، وأن تفرحي بهذا الزواج، وتسعي دائما في استقراره، ولا تلعبي دور الشريك الضعيف في الزواج من خلال كثرة الشكوى والانشغال بالمرض النفسي وبالهلع وبخلافه، لا، حرري نفسك من كل هذا، أنت الآن في مرحلة حياتية مختلفة، مرحلة مشرقة، مرحلة جميلة. فغيري نفسك فكريا - أيتها الفاضلة الكريمة - هذا هو الأفضل لك.

أما بالنسبة لموضوع سلامة الأدوية في الحمل: قطعا الوضع المثالي والأسلم هو تجنب تناول أي دواء في أثناء الحمل، حتى البنادول تجنبه أفضل.

هذا لا يعني أن كل هذه الأدوية خطيرة أو لها مضاعفات، لا، الأدوية فيها ما هو سليم، لكن دائما أن تترك الأمور على طبيعتها هذا أفضل.

وأي حامل محتاجة لتناول دواء في أثناء الحمل هذا مانع منه أبدا، لكن يجب أن يكون تحت الإشراف الطبي المباشر. في حالتك: عقار (إيمتربتالين) من الأدوية القديمة جدا والمعروفة جدا، وهو بصفة عامة سليم، نستطيع أن نقول ذلك خاصة بالنسبة لصغار السن.

جرعة الحمل يجب أن تكون جرعة صغيرة، وليست الجرعات الكبرى. أنا لا أريد أن أدخلك في قلق أو حيرة، لكن قطعا جرعة المائة وخمسين مليجرام يوميا ليست الجرعة التي أراها جيدة في أثنا الحمل، والجرعة يجب ألا تتعدى مائة مليجرام، ويا حبذا لو كانت خمسين مليجراما يوميا، خاصة في فترة الأربعة أشهر الأولى للحمل، وهي فترة تخليق الأجنة، وأنا أبشرك بشيء عظيم جدا، وهو أن الحمل أصلا يعتبر فترة استقرار من الناحية النفسية والاجتماعية.

فأقول لك: إذا حدث حمل عليك بالمتابعة مع طبيبة النساء والتوليد، هذا مهم جدا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات