ساعدوني فأنا لا أستطيع العيش مع هذا المرض

0 98

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 26سنة، أعزب، أعاني من نوبات الهلع، ولا أستطيع تحمل العيش مع هذا المرض، تناولت أدوية كثيرة وعقاقير، ولكن لا توجد أي نتيجة.

الآن أتناول (zolam 25m) قرصا بعد الإفطار، (ومودابكس 50m) قرصا بعد الغداء، وقرص (zolam) بعد المغرب، وقرص (ريميرون 30m)، ونصحني صديقي الدكتور الصيدلي بأقراص (سيردالوكت) فهو غال الثمن في مصر، وذهبت إلى 7 دكاترة، ودكتورة علاج سلوكي وحضرت معها 7 جلسات ولكن لا توجد فائدة، واستخدمت (سيبرالكس، وبريسمافين، وزيروكسات، وسيكوبرام، وفافرين).

أرجو الإفادة منكم يا أهل العلم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أن النقطة الجوهرية في حالتك هي أهمية السعي في التغيير الفكري، لا تحصر نفسك فقط في الأدوية ولا تكن تشاؤميا في تفكيرك، هذه النوبات تعالج ولا شك في ذلك، ولكن تحتاج إلى نوع من التفعيل الفكري الإيجابي، بأن تحقر فكرة الخوف، فكرة الرهاب، بأن تعرف أنه حتى وإن طالت مدته سوف يختفي في يوم من الأيام، أنه ليس مرضا خبيثا، وليس مرضا خطيرا، هو مجرد نوع من القلق النفسي.

بهذه المساجلات الإيجابية مع ذاتك تبني منظومة فكرية جديدة حول الهلع، وأنا أيضا أريدك أن تجالس أحد المختصين النفسيين ليدربك على ما يسمى الـ (Mindfulness) وهذا يعني أن العلاج عن طريق التأمل أو الحضور الذهني، يعني: أن تنقل نفسك من العرض إلى شيء آخر، مثلا: بدلا من أن تفكر في الهلع حاول أن تراقب التنفس لديك، راقب الشهيق، الزفير، حبس الهواء ما بين الشهيق والزفير، ركز على ذلك مثلا، العلماء وجدوه مفيدا جدا، أو أن تحاول أيضا أن تتأمل في جسدك، هنالك عدة تمارين متعلقة بالحضور الذهني والتأمل وجد أنها مفيدة جدا جدا لمثل هذه الحالات.

تمارين الاسترخاء - أخي الكريم - هي مفيدة، وعلميا أفادت الكثير من الناس، تمارين الشهيق، الزفير، التنفس التدرجي، تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها، مع التأمل - كما ذكرنا - هذه كلها علاجات للهلع، وأنا حقيقة أعرضها عليك وأحاول أن أذكرك بها.

علاج آخر: هو صرف الانتباه من خلال حسن استغلال الوقت، الانصراف للعمل، الانصراف للتواصل الاجتماعي، بناء هوايات جديدة، مهما كانت الأفكار والمشاعر يجب أن يكون السلوك والفعل إيجابيا.

أذكرك - أخي محمد - الآن كل الدراسات تشير أن التواصل الاجتماعي المثمر هو الذي يرتقي بالصحة النفسية، ويزيل الأعراض أيا كانت.

هذه هي نصائحي لك، وتلاحظ أنني لم أركز على أدوية كثيرا، فقط أنصحك بأمرين:
أولا: لا تكثر من استعمال الـ (زولام).

ثانيا: ركز على دواء واحد. أنت جربت معظم الأدوية التي تستعمل في علاج الهلع، قطعا الـ (سبرالكس) هو أفضلها، إذا تم تناوله بجرعة عشرين مليجراما مثلا، يضاف إليه جرعة من الـ (إندرال). فالأدوية اصبر عليها ولا تكثر منها حقيقة.

الـ (سدرولكت) - مع احترامي لمن نصحك به - دواء يستعمل لعلاج الاضطرابات الذهانية، ولا أراه ذا علاقة مع حالتك، إلا إذا كان هنالك عرض أو علة خفيت عني أو لم أدركها في رسالتك.

هذا الذي أنصحك به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات