لا أعلم تشخيصا لحالتي، هل هي مس أو عين أو حالة نفسية؟ أرجو التوضيح

0 180

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، لأول مرة قبل سبع سنوات (بعد نومي بعشر دقائق حلمت حلما بصوت يحفر في رأسي مثل الثقب، فصرت أقرأ قوله تعالى: (قل هو الله أحد)، فطلب مني أن أتوقف عن القراءة حتى يتوقف عن ألمي، فقلت له وأنا خائف: حسنا سأتوقف، واستيقظت عندها.

منذ ذلك الوقت إلى الآن أعاني من شلل النوم (الجاثوم)، مصحوبا بارتجاجات، وأوجاع تختفي فورا، لكني أبقى مرهقا، وفي أغلب الأحيان كان يأتيني إذا نمت بعد صلاة الفجر أو بعد عشر دقايق من نومي أثناء الليل، أو أحيانا عندما أنام جنبا.

الغريب في الموضوع أن هذا الشلل يصاحبه ارتجاج في الأسنان وكأنين أرتجف من البرد، مع ارتجاج في الرأس (صوتا مزعجا يحفر برأسي كأنه ثقبا، ويسبب لي ألما)، وفي بعض الأحيان يكون الاهتزاز والألم في بطني أو فخذي، وكلما ذكرت اسم الله، أو بدأت بقراءة القرآن يزداد الألم، ويزداد الصوت إلى أن أستيقظ، وعندما أتوقف عن القراءة يخف الألم، ويخف الصوت في رأسي، حيث أستطيع تحريك أطراف رجلي، وأسمع كل شيء يحيط بي، وإذا فتحت عيني قليلا أستطيع أن أرى، وأقوم بتحريك رجلي حتى تراني زوجتي وتوقظني.

كما أعاني أحيانا من التنميل في جسمي، والاكتئاب والوسواس والخجل المفرط، بدأ ذلك معي في عمر 19 سنة بشكل مكثف، يحدث الآن بشكل أقل، لكنه يؤرقني جدا، فهل هو صرع، أو مس، وما علاجه؟

علما أنه عندما يحدث معي أكون قد استيقظت وأصبحت مدركا تماما لما يحدث حولي، فأحيانا عندما يأتيني شلل النوم أستيقظ، وأفكر في نفسي قائلا: أرجو أن لا يأتيني هذا الارتجاج الآن، وما أن أنهي كلامي حتى يبدأ بالحفر برأسي.

ملاحظة: حدث معي ذلك بعد تفوقي في مدرستي الثانوية، وكنت الأول فيها، لذلك أحيانا أرى أنه مس أو عين، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، ويا -أخي الكريم- الجاثوم بالفعل له بعض التأثيرات النفسية والجسدية، والربط بين هذا الجاثوم -أو ما يحدث لك- وبين قراءة القرآن، أعتقد أن هذا نوع من المصادفة، فالقرآن فيه خير كثير للإنسان، بل {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}، ولا يمكن أن يكون مثيرا لمثل ألم الأبدان من النوع الذي تحدثت عنه، والذين يتحدثون عن المس والشيطان والجن وأنه يستثار سلبا بالقرآن هذا الكلام حوله تحفظات كثيرة جدا أخي الكريم، وأرى أن مشكلتك مشكلة طبية، لكن هذا لا يعني أبدا ألا تحصن نفسك بالأذكار وألا ترقي نفسك، هذا مطلوب.

أما العلاج الطبي فأريدك أن تتخذ الخطوات الآتية:
أولا: بالفعل أنت محتاج لإجراء بعض الفحوصات الطبية، وأهمها تخطيط الدماغ، أنا لا أقول لك أن الذي بك صرع، لكن من المهم جدا أن نعرف وضعية كهرباء الدماغ، وهذا -يا أخي الكريم- يتأتى من خلال إجراء تخطيط للدماغ بواسطة طبيب مختص، والطبيب المختص في هذه الحالة هو إما الطبيب النفسي، أو طبيب المخ والأعصاب، فأرجو أن تذهب وتقابل أحد هؤلاء الأطباء.

ثانيا: من الضروري أن تتجنب الإجهاد النفسي والجسدي بقدر المستطاع، هذا أيضا مطلوب.

ثالثا: احرص على النوم الليلي وتجنب النوم النهاري.

رابعا: يجب أن تتناول طعام العشاء مبكرا جدا، وألا تتناول أي دواء دسم بعد الساعة الخامسة مساء، كما أن تجنب محتويات الكافيين -كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة- أيضا هذا مطلوب خاصة بعد الساعة السادسة مساء.

خامسا: أن تطبق تمارين الاسترخاء حسب ما أوردناها في استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، هذه تمارين مهمة وضرورية، خاصة قبل النوم.

سادسا: الحرص على الوضوء قبل النوم، والحرص على أذكار النوم بشكل منتظم، وأن تقرأها وتستذكرها بتمعن وتدبر ويقين بأنها نافعة -بإذن الله تعالى الله تعالى-.

النقطة الأخيرة -أخي الكريم-: بعد أن تقابل الطبيب أنت تحتاج لتناول أحد الأدوية التي تحسن من نومك وتنظمه، وعقار (ريمارون) بجرعة نصف حبة (15 مليجراما) قد يكون مفيدا جدا، لكن أترك أمر اختيار الدواء المناسب للطبيب بعد أن يقوم بالفحص لحالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات