السؤال
السلام علبكم
كان عندي نوبات هلع، وبعدها اختلال الأنية في السنوات الماضية، والآن أشعر بالاكتئاب، والخوف من الجنون وأيضا من الخروج من المنزل كل مرة أشعر بالخوف، وأخاف من أن أجن ولا أعتقد أنها نوبة هلع، أتعبتني الحالة، وأنا الآن متخرج.
ماذا أفعل؟ لأني أفكر بجدية بالانتحار، والله تعبت!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
فكرة الانتحار هذه يجب أن تنزعها من مخيلتك ومن وجدانك، ويجب ألا تكون في قاموسك المعرفي أبدا، أنت شاب مسلم، مؤمن، الطريق أمامك -إن شاء الله تعالى- ممهد، أنت في بدايات الحياة، طاقاتك كلها موجودة حتى وإن اختبأت الآن أو عجزت وقتيا -فإن شاء الله تعالى- تستفيد منها وتغير ما بك، فأنت الذي تستطيع أن تغير نفسك.
نصيحتي الثانية لك هي: أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، الطبيب النفسي أولا بهذه الكيفية سوف يمنع قضية التشخيصات التي وضعتها أنت، مع احترامي الشديد لرأيك، لكني أنا كثيرا لا أحبذ أبدا أن يشخص الناس أنفسهم، نعم اطلاع الناس أصبح كثيرا والمعلومات متوفرة، لكن المعايير التشخيصية أيضا في الطب النفسي لها ضوابطها ليس لكل أحد سبيلا إليها إلا من درس وتعلم أكاديميا الطب النفسي.
فأنا أقول لك اذهب وقابل طبيبا، والحمد لله تعالى الأطباء كثر، وسوف يتم تشخيص حالتك بعد أن تسرد كل ما عانيته، وتتحدث بكل وضوح للطبيب، وإن كان هنالك اكتئاب حقيقي أو خوف هذا كله يعالج ويعالج بصورة فاعلة جدا، وأسس العلاج الأربعة معروفة، هي: (العلاج الدوائي، العلاج السلوكي، العلاج الاجتماعي، العلاج الإسلامي).
العلاج الإسلامي - أيا كانت العلة - يجب أن تجتهد فيه، تحرص على صلاتك في وقتها، تحرص على الدعاء، وتحرص على تلاوة القرآن، وتحرص على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء والأذكار الموظفة.
واجتماعيا: مهما كانت المعاناة يجب أن تتواصل اجتماعيا، وتوسع من شبكتك الاجتماعية، وتكون شخصا فاعلا على نطاق الأسرة، ومهما كانت أعراضك النفسية لا أريد أبدا للوصمة الاجتماعية أن تكون حاجزا بينك وبين الآخرين، انطلق في الحياة بكل إيجابية على المستوى السلوكي، كن إيجابيا في التفكير، وحقر فكرة الخوف والاكتئاب، وحاول أن يكون لديك دافعية لتنجز ما تريده.
وفي هذا العمر - أيها الفاضل الكريم - إما أن تكون في مقعد الدراسة أو تكون في محيط العمل، عاطل: لا، هذا لا نريده لك أبدا، فإن قيمة الرجل في العمل واكتساب العلم والمعرفة، فاجعل لنفسك هذا الخيار، واسع للوصل إليه، ولا تيأس أبدا، إن فشلت المحاولة الأولى أو الثانية -إن شاء الله تعالى- الثالثة تنجح، ... وهكذا، المهم أن تكون هنالك نية وقصد وعزم ودافعية، وهذه تبنيها أنت بنفسك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.