السؤال
السلام عليكم
أنا شاب زوجتي عمرها 22 سنة، والداتها متحكمة بالمنزل لمرض زوجها منذ مدة، أعاني منذ بداية زواجي من عنادها الشديد معي، حصلت مشاكل ومشادات قوية كادت أن تؤدي إلى الطلاق، ترفع صوتها علي، وتتطاول علي على أقل موقف، وتزعل كثيرا من أي كلمة أقولها لها، وتفسرها على أنها إهانة، مثل: يا (فيلسوفة، لا تفهمين)، وتعتقد أنني أهينها لدرجة أنه في بعض المشاكل كادت أن تخرج خارج المنزل الساعة 2 فجرا، وتصرخ صراخا شديدا، وتكسر الأشياء، وتريدني أن أعطيها تقريرا عند خروجي من المنزل، أين ذهبت، ومع من.
أشعر أنني محاصر، حاولت التفاهم معها بهدوء، وقلت لها: لا يعنيكي أين أذهب، ومع من، لكنها لا تستوعب، وتقول: أنا زوجتك، ومن حقي أن أعرف كل شيء عنك، وبالتفصيل، وإذا رجعت للبيت تحقق معي، وعندما تذهب للخارج تسألني: أين ذاهب، ومع من؟ ويجب علي أن أخبرها لعلها تريد أن تطمئن علي، لا أعلم؟
الآن زادت حدتها مع الحمل، ولا زال التحقيق مستمرا، ماذا أفعل معها؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
- بارك الله فيك -أخي العزيز-، وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, سائلا الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يلهمك الصبر والحكمة والهدى والرشاد.
- بخصوص زوجتك التي تميل إلى طبيعة السيطرة والغضب والتحكم -كما ذكرت- في رسالتك, فينبغي أن تعلم أن هذه المشكلة يشكو منها الكثير من الرجال, بسبب الواقع العصري الذي غلب على طبيعة النساء, وربما لتأثر زوجتك بأسرتها، أو والدتها، أو واقعها، أو غير ذلك, -ولا شك- أن بداية الحل في التعامل معها بالآتي:
- معرفة حقيقة هذا الطبع والدافع ومحاولة تفهمه, وكما يقال: إذا عرف السبب بطل العجب, وكذا محاولة التعايش معه ما أمكن, قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا), وفي الحديث: (لا يفرك -أي لا يبغض- مؤمن مؤمنة, إن كره منها خلقا, رضي منها خلقا آخر), وذلك بالحوار معها ومصارحتها وبيان خطأ هذا السلوك منها بمقتضى أدلة الشرع والعقل والمصلحة, وبيان الأثر السيء لهذا السلوك على استقرار الأسرة والعلاقة الزوجية ويمكن الاستعانة بمن تأنس منه القبول لديها والتأثير عليها من أهلها وأقاربها.
- من المعلوم أن الكثير من النساء قد طبعن على الضعف وعدم الثقة، والخوف والشعور بالفراغ، مما ينتج عنه هذا السلوك لمدافعة المخاوف من غير قصد ولا شعور, وخير ما يواجه به هذا السلوك بالتجاهل, وعدم التوسع في الرد على أسئلتها ومحاولة إشغال وقتها وفراغها بما يعود عليها بالمنفعة والفائدة وذلك بالحوار معها عند هدوء نفسيتها وزوال عاصفة الغضب عنها، ومتابعة المحاضرات النافعة والقراءة المفيدة, ونحو ذلك منعا من توسع نار غضبها وعنادها وإفساد العلاقة الزوجية.
- وأما إذا لم تجد الحلول الهادئة والحكيمة معها فلا بأس عند اللزوم من البدء في تعنيفها وتوبيخها، ببيان خطأ تفكيرها وضرره على حقوقك وقوامتك ومصالحك وحريتك الشخصية.
- وأما بخصوص تطاولها عليك, فلا بد من الحزم معها وزجرها بمقتضى المحبة والحكمة والمصلحة, وذلك يختلف في أسلوبه من امرأة لأخرى, فقد ينفع مع بعضهن الموعظة الشديدة, ومع غيرهن الهجر ومع غيرهن الضرب اليسير غير المبرح كما قال -صلى الله عليه وسلم-, وذلك بالسواك أو نحوه؛ لقوله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن).
- ولا أجمل -أخي العزيز- من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء, والسعي إلى إصلاحها بحسن المعاملة, والصبر عليها, لاسيما مع مراعاة صغر سنها, وبعد ابتلائها بالحمل, حيث لا يخفاك التأثير النفسي لذلك عليها, وكذا ضرورة التفهم لملاحظاتها ونفسيتها, ومحاولة التخلص من أخطائك ما أمكن.
- أسأل الله تعالى أن يجمع شملك وزوجتك وأسرتك على سكن ومودة ورحمة وخير وسعادة، اللهم آمين.